على ضَرِيحِ المُنَى دَوَّنْتُ أَحْبَابي
وعُدْتُ مُثَّاقِلاً لا أَرْتَجِي بَابي
يا أنتَ يا أيُّها الوَضَّاءُ في خَلَدِي
أمَا كَفاكَ مُقاماً بَيْنَ أَوْصابي ؟
ما لِزُهُورٍ بِشَمْسٍ دُونَ مَشْرِقِها ؟
ما لِلْهَوى بِمَلِيكٍ خَلْفَ حُجَّابِ ؟!
لا بُدَّ من غَرَقٍ في بَعْضِ أفْئِدَةٍ
فَلَيْسَ بي جَلَدٌ للعَيْشِ في غابِ
لا الكِبْرِيَاءُ سَيَرْقَى بي إلى فَرَحٍ،
لا الجِدُّ يَعْصِمُني، لا الشِّعرُ يَنْأَى بي
مَنْ لي ؟ سِوى شَفَتَيْنِ انْسَلَّ بينهُما
بَعْضِي، وآخَرُ مَحْرُوسٌ بِأَهْدَابِ
والكفُّ قَابِضَةً صُبْحاً على كَتِفِي
تَسُلُّنِي آمِناً في عَزْمِ وَثَّابِ
إلَّاكِ يا امْرأةً لا تَطَّبِي نَفَساً
إلَّايَ تُضْمِرُنِي رُوحاً فَتَحْيَا بي !
تَلَفُّنِي زَهَراً، تَسْتَاكُنِي نَضِراً،
تَجْتَثُّنِي سَحَراً مِنْ سُودِ أثْوَابي
أقولُ: يا لَيْتَني ماءٌ بِمَحْجِرِها
أبِيتُ مُنْهَمِراً والسَّعدُ أَسْبَابي
مَسْرايَ مِنْ عَيْنِها، مَمْشَايَ وَجْنَتُها
مَلْفايَ ثَغْرٌ ضَحُوكٌ دُونَما نابِ !
هَلّا اشْتَعَلْتِ بِكَفِّي دِفْءَ عَاشِقَةٍ ؟
لَظَىً بِصَدْرِ وُشَاةٍ - قِيلَ أصْحَابي - !
يَا حَاسِدِيَّ على طَيفٍ يُخَيَّلُ لي
ضَاقَتْ مَكَائِدِكُمْ إلا بِكَذَّابِ ؟!