كنا نظن أن الحملة التي نفذها السياسيون العباسيون ضد الزنادقة في القرن الثاني للهجرة كانت من أجل الحفاظ على هذا الدين، ومن أجل حمايته من عبث العابثين وكيد الكائدين، غير أن القارئ المتفحص والناقد المدقق سيجد أن ذلك لم يكن إلا ضرباً من ضروب الزيف والخداع واللعب التي كانت الشعوب العربية تُخدع بها، فنحن نعلم أن هناك عدداً من الشعراء والأدباء الزنادقة كانوا مقربين من الخلفاء، وكان الخلفاء
...>>>...
تسفر أخلاق الناس عن فحواها، أشد ما يكون، في ساعات الصباح الأولى.. وتشي قَسَماتهم بأي كيفية خلدوا للنوم ليلة البارحة، وتروي أي صنف من البشر باتوا بمعيتهم.. وجوه الناس ومسالكهم في الصباح الباكر مرايا صادقة تعكس أشكال لياليهم وأسرارهم الغائرة.
الصباح زفاف أرواح العشاق على معشوقتهم الحياة، والمقهى إمضاؤهم في وثيقة هذا الزفاف اليومي، والصحيفة وقدح القهوة شعائر ذلك القِران.