الثقافية - سعيد الدحية الزهراني
في الوقت الذي استهل فيه الدكتور عبدالله الجاسر، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الوكيل المكلف للشؤون الثقافية، أعماله بمتابعة الترتيبات المتعلقة بمعرض الرياض الدولي للكتاب مؤكداً أن المعرض بالدرجة الأولى واجهة حضارية وطنية مهمة قبل أن يكون سوقاً شرائية تتنافس على حجز المساحات فيها مختلف دور النشر والطباعة المحلية والخارجية.. تبرز قضية صراع التيارات الفكرية التي اتخذت من معرض الكتاب مقراً دائماً لها دون بقية الفعاليات والمناسبات الأخرى التي ربما تتضمن عناصر أكثر مدعاة للخلاف والاختلاف.. إلا أنها لا تكون كذلك إلا مع معرض الرياض الدولي للكتاب.
ويأتي تأكيد الدكتور الجاسر، الذي ترأس اجتماع اللجنة الإعلامية مطلع الأسبوع المنصرم، بحضور المشرف على المعرض الدكتور عبدالعزيز العقيل ورئيس اللجنة الإعلامية الأستاذ محمد عابس، محاولة لتعزيز صورة المعرض وفق رسالته الرئيسة وهي التعاطي مع الفعل الثقافي عبر الكتاب وتكريسه ضمن الثقافة المجتمعية العامة سلوكاً راقياً وممارسة حضارية..
ويرصد المتابع لتفاصيل النبض الثقافي الفكري المحلي صراعاً تتمثل حقيقته الخفية في «حلم القيادة»؛ حيث يسعى كلا التيارين المتطاحنين إلى الفوز بقيادة المجتمع والتحكُّم في منابع وقنوات تشكيله وقيادته؛ ليتجسد هذا عبر المناسبات الوطنية الجماهيرية العامة التي تمثل ميداناً خصباً لنزالات تلك التيارات «الإسلاموية والليبرالية»، مجندين لها وفيها وبها مختلف وسائط الاتصال والتقنية..
وتبقى قدسية الوطن يقيناً يتجاوز أوهام العابرين على رصيف المشاعر والشعارات؛ ليتجسد صدقاً تتنفسه الأجيال وتحياه العقول..