Culture Magazine Thursday  11/02/2010 G Issue 298
فضاءات
الخميس 27 ,صفر 1431   العدد  298
 
رائد في دراسة الأدب في المملكة نسيناه!
عبدالله الحيدري

كان عندي اعتقاد - ربما شاركني فيه كثيرون - أنّ أقدم رسالة جامعية تتناول الأدب والنقد في المملكة العربية السعودية، هي رسالة الدكتوراه التي أنجزها الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشامخ في جامعة لندن ببريطانيا عام 1387هـ - 1967م؛ لأنها قديمة ومطبوعة ومتداولة، غير أنه تبيّن لي مؤخراً وأثناء الإعداد لكتابي (دليل الرسائل الجامعية في الأدب والنقد في المملكة العربية السعودية (في الداخل والخارج) من عام 1386-1430هـ (1966-2009م) : تحليل وببليوجرافيا)، الصادر هذا العام عن مركز حمد الجاسر الثقافي، أنّ الريادة في هذا المجال يتنازعها معه شخص يكاد لا يعرفه أحد من المثقفين، بل ربما لا يعرفه كثير من المتخصصين في الأدب في المملكة؛ لأنه ابتعد عن المجال الأكاديمي في فترة مبكرة من حياته، وانخرط في وظائف مهمة خدم بها الوطن، لكنها أشغلته عن الأدب والأدباء، فلم يطبع رسالته، ولم يتصل بالوسط الثقافي، ونسي نفسه فنسيناه!!

إنه الدكتور محمد بن عثمان الصالح من أسرة آل صالح الكريمة أهالي المجمعة، ومن أقارب الشيخ عثمان الصالح - رحمه الله -، ورسالته عنوانها (الشعر الحديث في نجد)، وأشرف عليها المستشرق المشهور آرثر آربري (ت1969م)، وقُدمت إلى جامعة كيمبرج ببريطانيا عام 1386هـ - 1966م، ومعنى ذلك أنّ الصالح يسبق الشامخ بسنة، ومصدري في توثيق هذه المعلومات المجلد الأول من السنة الأولى من مجلة كلية الآداب - جامعة الملك سعود - الصادر في عام 1390هـ - 1970م.

وقد حفزني الظفر بهذه المعلومة على التعرّف عن قرب على هذه الشخصية، وتكرّم الصديق الأستاذ بندر بن عثمان الصالح فوافاني مشكوراً بعنوانه فزرته في منزله بمدينة الرياض في شهر ربيع الآخر من العام الماضي 1430هـ، ودار حديث طويل حول عمله في كلية الآداب وفي وزارة الداخلية، وحاولت التعرّف على سيرته الذاتية؛ لأنّ كتب التراجم لم تُورد له تعريفاً؛ ويسرّني أن أقدّم لقرّاء (الثقافية) خلاصة ما استطعت الحصول عليه من معلومات عن حياته.

وُلد في مدينة المجمعة عاصمة إقليم سُدير (شمال مدينة الرياض) عام 1355هـ - 1936م. حصل على الشهادة الابتدائية من المجمعة، ثم انتقلت أسرته إلى المدينة المنورة وبها درس في المعهد العلمي وتخرّج فيه عام 1375هـ. اُبتعث بعدها إلى القاهرة فدرس علوم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتخرّج فيها عام 1380هـ -1960م. عاد بعدها إلى الرياض وعُيّن معيداً في كلية الآداب بجامعة الرياض (الملك سعود حالياً) عام 1381هـ، وعمل لمدة سنة. اُبتعث بعدها إلى بريطانيا، والتحق بجامعة كيمبردج، ومنها حصل على الدكتوراه من كلية فتز وليام عام 1386هـ - 1966م، وتُعَد هذه الرسالة أول رسالة جامعية تُنجز عن الأدب في المملكة العربية السعودية. عاد بعد ذلك إلى الرياض وباشر عمله في جامعة الرياض أستاذاً مساعداً مدة سنتين فقط (1387-1389هـ) مدرساً لمقررات الأدب والنقد، ومشرفاً على النشاط الثقافي بالجامعة. وفي شهر جمادى الأولى من عام 1389هـ أصدر مجلس الوزراء قراراً بتعيينه مديراً عاماً لوزارة الداخلية، ثم وكيلاً لهيئة الرقابة والتحقيق من عام 1391-1415هـ، وهو العام الذي أُحيل فيه على التقاعد. له مقال عن الشاعر محمد هاشم رشيد نشره في مجلة الجزيرة عام 1380هـ، ويُعَد من أوائل الدراسات عن رشيد، وله اتصال غير وثيق ببعض المنتديات الأدبية، وليس له إنتاج مطبوع.

ولعل هذا المقال يُعيد إلى الساحة الثقافية الدكتور محمد بن عثمان الصالح فيتواصل معها بعد أن ابتعد عنها مدة طويلة، وأقترح على الصديق العزيز الدكتور محمد المشوّح أن يستضيفه في ثلوثيته العامرة التي تُعَد من أفضل وأرقى الندوات الأدبية في الرياض، ليتحدث عن مغامرته البحثية المبكرة لدراسة الأدب في المملكة، وعن علاقته بأستاذه المستشرق المعروف آرثر آربري.

* أستاذ مشارك بكلية اللغة العربيةaaah1426@gmail.com الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة