أحيانا أرغب في النوم أكثر وأكثر... لا أرغب في النهوض من سريري، كالخفاش أغطي جسدي باللحاف، لا أريد رؤية الضوء، أرغب في استدعاء المسافة بيني وبين الزمن فيسفر سوار الدقائق عن كابوس مزعج يزلزل كياني، فتنتفض أطرافي الرقيقة لترقص على نشيد «لوركا»: وعلى ريح آب تجيء الغيوم....... فأحلم أني لا أحلم بنبع.
على صفحات زمني انتظرت رجلا يخلدني ك»غورنيكا عشق» بيكاسو التي رسمها لتعبر عن الجمال الباكي، فأنا لا أحب أن أكون هامشا في مسودة رجل ينظر إلي كمفكر يبحث في مسودات يدي عن بصمات قُبل لرجل غابر, ويحاول استنطاق قوارير عطوري لتشي له بأسرار عشقي، وهو لا يعلم أنني لم يستهوني إلا عطره، ودفء خريفه ونار اشتعالي بهِ، وبصوفية «دانتي « أعده أنني سوف أعقلن جنوني به حد الرزانة». يقول بيكاسو: «أنا لا أقول كل شيء ولكني أرسم كل شيء» فتنمو الورود، وكثير من الأعشاب الخضراء، ويرحل العشق إلى السحاب، وتطير فراشات الجمال نحو ضوء الشمس، وترحل قصائد السيّاب مع المطر.
على نول البعد أرسم مسافات شوق الغربة المفعمة بحنان صاخب راقص على ألحان التشظي، محطما أباطرة الجفاف, محاولة فكَّ أزرار قميص الزمان، كي أستخرج كنوز كلمات تنزلق كأوراق الأشجار الصفراء على سلم الهواء. أرتمي على كتف الحياة الدافئ كطفلة تائهة لا وطن لها إلا عيني هذا الكون, لأسترجع مدينة قلبي التي احتلها رجلٌ بسرعة الضوء واضعاً زنبقة حمراء تزين شعري، فأعود مع عينيه إلى شواطئ جزر الكناري في «لاس بالوماس», باحثة عن حكمة ليست موجودة بالتأكيد, ومقتنعة بفكرة (القانطون من الشوق) كنقش فرعوني في ذاكرتي، وعلى صوت موسيقى ناعسة أحاول إنعاش روحي التي تتوعدني بجرح يُطل على مصَاطب حِكايات الجدات الفاضلات، كطفل خديج هو قلبي، لا يستطيع العيش إلا داخل حَاضِنات, فتتحول روحي إلى نهر جارٍ تحت أشجار وارفة تشق عنان السماء ويصدر حفيفها صوتا مغمور بخذلان قادر على خنق صفحات الكون.
أريد أن أراهن على أبراج الفرح القليلة، لأسافر عبر بساط الريح السحري إلى نخلات العراق لأصادق «جلجامش» الذي سحرني بقوته، وسوف أخالف نظرية الاحتمالات التي تقول: «إن الذي حدث في الماضي السحيق يمكن أن يتحقق في المستقبل العميق» فأنا لا أتوافق مع هذه النظرية لأنها تكرار لما حصل، وسوف أثبت أن هذه النظرية قادمة من العصر الطباشيري عصر انتهى.... وانتهى فقط.
تقول زينب: الاصطخاب يستقر بيني وبين أفكاري، لا أعرف كيف ألجمُ مشَاعري لتسكُت،،, لعل مشاعري دائما لديها قصة لترويها زينب الخضيري.
الرياض