Culture Magazine Thursday  11/02/2010 G Issue 298
فضاءات
الخميس 27 ,صفر 1431   العدد  298
 
معجم موازين اللغة
كيف غاب التجديد في العلم.. واللغة؟
صالح اللحيدان

ورد فيما وقع لي من كتاب (أخلاق العلماء) للإمام المحدث ذي الجزالة اللغوية (أبي بكر الآجري) ت: 360، من ص78-79-80: "فإن قال قائل فما يصنع في علم قد أشكل عليه؟ قيل له: إذا كان كذلك وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه قصد لها عالما ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله تعالى ممن يرتضي علمه وفهمه وعقله، فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة، وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق وليست مناظرة مغالب، ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره ويكره خطأه، كما يحب ذلك لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه، ويعلمه أيضاً إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق وتكون أنت المعيب ويكون مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المعيب فإن هذا حرام علينا فعله؛ لأن هذا لا يرضاه الله تعالى".

وهذا منه قد سطره قروم العلماء من قبل ومن بعد، ناهيك أن المراء والجدل لا يبثان بعدهما إلا المذمة، وكل ذلك يذهب بماهية حقيقة العلم.. واللغة، وهما قطبا أمر الإضافات التي لا بد منها في هذين العلمين الجليلين.

ولعل الإنسان لا يؤتى في عقله وعلمه ورأيه وكتاباته إلا من قبل نفسه إذا هي دعته إلى حب التصدر، وهنا يذهب به الهواء كل مذهب، ويفوته مراده الأصلي الذي من أجله يسعى إليه، ولاسيما في هذا الحين الذي اختلط فيه الصحيح والضعيف والحسن لذاته والحسن لغيره وصحيح اللغة وضعيفها وما يدخل في هذا كله من لهجات كثيرة بسبب الاختلاط بين اللهجات مع كثرة الوافدين حتى لعل (بنغلاديشياً) يعلم ابنك الشهادة فينطقها كذا: "قل: أسهد أن لا إله إلا الله.."، يقول ذلك بدل: "أشهد.." بالشين المعجمة.

ولهذا نسب إليها الشافعي قوله: "ما قَبِل الحق مني أحد بعد جدل إلا تهيبته"، وهذا حق لا مراء فيه. ولا شك أنني في هذا (المعجم) أحاول ألا ألوي على شيء، أن أبين ولو شيئاً قليلاً من الحوار الذي داخل العلم كما داخل اللغة، وما ينتج عن هذا وذاك من ترد بيِّن في تدهور اللغة، وبقاء اللغة والعلم في حال يرثى لهما فيها؛ إذ يتحول ذلك كله إلى الحشو والاستطراد ومجرد الإنشاء ولغو القول، وهل هذا إلا سبب عالٍ بيِّن من أسباب غياب التجديد بغياب آلياته وأسبابه الحسي منها والمعنوي دون نكير، أو ثمة اعتراض كريم، ومن أجل ذلك صنف الدارقطني وابن الصلاح وابن المديني والترمذي وابن أبي حاتم والعقيلي وابن حجر وابن سعد والجوهري والفيروز آبادي وابن مالك وابن هشام وابن عقيل.. صنفوا ضوابط وحقائق العلم بضبط ورسم العلل وعوار اللغة وتدوين معاجم المفردات والأسماء والأعلام، وهم إنما فعلوا ذلك بحجة ردم الطريق أمام كل جارف من هادم للعلم أو اللغة أو المفردات أو الخلط بين (رواة الآثار)؛ فيختلط عند مَنْ يجهل أو يتعالم يختلط عنده الثقة بالضعيف والضعيف بالإمام، وهكذا (ولا ينبئك مثل خبير).

ولهذا لا يكفي الحرص والألم على حال العلم.. واللغة.. والنحو؛ بل لا بد أن يترجم إلى تجديد فعّال حي دائم قائم. وكنتُ قد بيَّنت طرفاً من هذا في كتاب (أصل الخطأ في البحوث العلمية)، وبيَّنه قبلي الرافعي في كتابه (وحي القلم)، كما بيَّنه أحمد شاكر ومحمود شاكر وشوقي ضيف وسواهم خَلْق جليل، لكنهم يعدون على الأصابع.

* وقد قلتُ في هذا:

- أديم.. عيني.. نظرة باقية

- أمارس.. مني.. عبرة باكية

- يجاريني في هذا أمة

- فنبقى.. جميعاً.. لا نزول

- فيصدح.. منا.. صوت خنين

- صوت.. علّه.. ينقطع

- أو تكون.. إضافات.. القروم

- فيبقى.. القلب.. منا عالياً

- فنبعث.. آثار.. الخلود

- فتبقى.. جديدات.. ناهضة

- فيرقى بها.. خيرنا.. خيرنا

- على.. العاليات.. الخيِّرة.. الخ..

(ويتجدد التواصل)

* عبدالهادي بن خلف - مكتب - جريدة المدينة - الطائف

أقدر لك جهودك وحرصك على اللغة.

أحمد .م.ل - الرياض جامعة الملك سعود

حديث: "تركتكم على المحجة البيضاء.." ضعيف، والصحيح دون "المحجة" هكذا: "تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها

لا يزيغ عنها إلا هالك".

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة