القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد
شهد محور «كاتب وكتاب» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب جدلاً بين المشاركين لمناقشة كتاب المؤرخ الدكتور أحمد زكريا الشلق المعنون ب»الحداثة والإمبريالية». أثار المناقشون للكتاب العديد من القضايا المثيرة التي تطفو على السطح ما بين الحين والآخر حول قضايا الحداثة وما يرتبط بها من مفاهيم تتعلق بالتبعية والتحرر والغزو الثقافي. واتهم حضور الندوة الحملة الفرنسية بأنها كانت سبب التخلف في مصر، وأنها لو استمرت لساهمت في «فرنسة» المصريين مثلما حدث في الاستعمار الفرنسي مع الجزائر، ودول المغرب العربي. ومن جانبه ذهب المترجم بشير السباعي في مداخلته إلى أن الحملة الفرنسية لو ظلت مستوطنة في مصر لأصبح الشعب المصري متخلفا مثلما حدث في الجزائر، وأن ما حدث في مصر ليس بحداثة متطورة ولكنها حداثة استهلاكية. واتهمها بأنها لم تكن حداثة مفيدة على الصعيد أو المستوى الصناعي فلم تحمل نهضة في هذا المجال حتى إننا ما زلنا نستورد من الإبرة إلى الصاروخ. وقال الناقد الدكتور سيد البحراوي: إن مصر كان لديها من المقومات الذاتية التي تقودها إلى عصر الحداثة ما يتجاوز مجرد تأثير الحملة أو الغزو الفرنسي. وأضاف أن الاستعمار كان بمثابة ضرورة تاريخية قامت بها الإمبراطوريات الأوروبية لفتح أسواق جديدة لتصريف منتجاتها وجلب المواد الخام أو الاستيلاء عليها من مستعمراتها لتشغيل مصانعها إبان النهضة التي أحدثتها الثورة الصناعية في أوروبا. وقال: إن الحملة الفرنسية فشلت في تصدير الحداثة إلى مصر لصغر المدة التي قضتها الحملة الفرنسية في مصر، وتحولت البداية الحقيقية لنهضة مصر وتحديثها إلى بداية حكم محمد علي الذي بدأت معه مصر مرحلة جديدة من التحديث والتطوير، وإن لم تكن هناك حداثة في مصر، بدليل ما نشاهده على الساحة اليوم.