الثقافية - مسعدة اليامي:
يتحدث لنا في هذا اللقاء الكاتب الناقد رئيس جمعية الأدب الدكتور صالح زياد الغامدي،فماذا يقول لنا عن النقد وكتابة الدراسات النقدية
والمقال لكونه أحد القائمين عليها من خلال كتاباته المتعددة وكتبه الصادرة و مشواره فيما قدم في تلك الحقول ونظرتهُ لها على المستوى المحلي
والعربي بالإضافة لما سيحدثنا به عن جمعية الأدب التي يرأس إداراتها وكيف تمت انتقاء السفراء،وما هي تطلعاته لذلك وخاصة أنه أوضح أن مدة الإدارة لهم أربع سنوات بينما السفراء عام قابل للاستمرار.. فإلى نص اللقاء.
طفرة الكتابة السردية
كيف تبدو لك الدراسات النقدية السعودية للسرد السعودي وخاصة الروائي؟
في العقدين الماضيين ارتفعت حصيلة الدراسات السردية في المملكة بصورة لافتة. فهناك عدد غير قليل من الكتب والأبحاث والمقالات والرسائل الجامعية المختصة في السرد تصدر سنوياً إضافةً إلى العديد من المناشط الأخرى. ويرجع ذلك إلى أسباب منها حدوث طفرة في الكتابة السردية وتزايد وتيرة الإنتاج الروائي على وجه الخصوص. ولم يكن هذا الحدث مقتصراً على المملكة فالرواية والدراسات السردية تحظى أيضاً في العقود الأخيرة باهتمام عربي وعالمي، ويضاف إلى ذلك تقدم الدراسات النظرية والمنهجية الموجهة إلى السرد.
وقد تُرجمت إلى العربية معظم كتب باختين ولوكاش وأومبيرتو إيكو وجريماس وجيرار جينيت وواين بوث وفيليب هامون… وغيرهم، وشاعت الإحالة عليها بين الدارسين. ويمكن لنا أن نعد هذه الظاهرة حدثا ثقافيا بانياً، بشرط أن يرقى الوعي بالسرد لدينا إلى مستوى حدثه ودلالاته وقيمته والتعمق في قراءته وتحليله وفي الإنتاج له، وألا تتحول هذه الكثرة إلى ثرثرة فارغة أو تكرار وتراكم شكلي أو أفق منغلق على ذاته. ويمكن لنا أن نتفاءل ببروز بعض الأسماء النقدية الجديدة المتميزة، وبطموحات إلى مجاوزة الشائع والمستهلك في تنويعات من قراءات سردية للهوية والآخرية وأحياناً قليلة قراءات تحاول تجريب منظور بيئي أو إدراكي أو تكويني.
الثرثرة و الاستعراض
المواهب الأدبية التي تشق طريقها اليوم في عوالم السرد المتنوعة تشتكي من جفاء بينهم وبين كتاب النقد ما الأسباب في رأيك؟
تستطيع المواهب المقتدرة فرض نفسها على الساحة النقدية بصبرها ودأبها وقدرتها على تحقيق التميز. وهناك أسماء لافتة في مشهدنا الأدبي استطاعت فعلاً أن ترقى إلى مستويات لافتة وأن تفرض نفسها. وينبغي أن نتنبه إلى أن حضور الأسماء الممتازة في مجال الأدب والفكر لن يشبه بأي حال حضور النجوم في الحقول الشعبية أو ذات الرواج الجماهيري العام مثل الرياضة والغناء والتمثيل أوحتى حضور نجوم وسائط التواصل الاجتماعي من ذوي الثرثرة والاستعراض.
أما من ناحية العلاقة مع النقد تحديداً فإن المشكلة من وجهة نظري تبدو في أن النقاد عادة يلجأون في دراساتهم وإحالاتهم إلى أسماء معروفة لأنها أسهل وأكثر إقناعاً، خصوصاً وأن الكثير من الدراسات النقدية يُعَد لطلب ترقية أو إحراز شهادة أو مكانة وظيفية. وأعتقد أن للملاحق الصحفية والمجلات والمواقع الإلكترونية والجمعيات والمراكز ودور النشر والجوائز دوراً مهماً في إبراز الأسماء الجديدة والجديرة إلى الضوء. وذلك حين تكون هذه القنوات نزيهة وقادرة على نيل ثقة القراء النوعيين أوالجمهور الذي يُحسن التمييز والتقدير. وإذا عدنا إلى ذاكرتنا الشخصية فإن بوسع كل منا أن يتذكر اللحظة أو اللحظات التي قادته إلى التعرف على هذا الشاعر أوالروائي أوكاتب القصة القصيرة أوالناقد ممّن أصبحوا أسماء بارزة ومعروفة. فهذه اللحظة لا تعدو أن تكون اطلاعه على ما كتبه أوتحدث به في قناة من قنوات النشرأوالحضورالتي تمثل معياراً حقيقياً للامتياز.
الكتاب أنيسي دائما
كيف هي علاقتك مع خير جليس، وماذا تقول لنا عن معارض الكتب التي تعددت في السعودية؟
الكتاب أنيسي دائماً، وعلى الرغم من أنني ألجأ إلى الكتب الإلكترونية بين فينة وأخرى لأنها سهلة التوافر، أو لأنها تتيح إمكانات للبحث في الكتاب ولا تحوجك إلى الوقوف والتنقيب طويلاً بين رفوف الكتب في المكتبة، فإن الكتاب الورقي أثيرٌ إلى نفسي ومازلت أشعر بمتعة في الإمساك به والتدوين بالقلم على هوامش صفحاته. أما تزايد عدد معارض الكتب المقامة سنوياً في المملكة فهو أمر مبشر ومبهج دون أدنى شك. فتزايد إقامة المعارض في المملكة وإقبال الناشرين عليها دلالة على حفاوة المجتمع السعودي بالكتب. وإذا كانت القراءة واقتناء الكتب عادةً اجتماعية رائجة فنحن على الأرجح أمام مجتمع ينمو فكرياً ويتطور ثقافياً ويسعى لمزيد من اتساع الأفق ومن التطويرللذات.
سجن للوعي وجدران عازلة
هل يقرأ الناقد كتباً ذات نوعية معينة تعينه على النقد؟ وما تلك الكتب التي شكلت رافداً لمشوارك في الكتابة النقدية؟
هناك قراءة تنحصر في أُطر نظرية لا تتغير، وتظل تعيد وتكرر ما ألِفته. وهذا النوع من القراءة سجن للوعي وجدران عازلة له تعوقه عن التطور والتحول والاتساع. ولذلك ينبغي للمرء أن يقرأ على نحو عميق ومدقِّق ومستوعب لما يقرأ، ولكن أيضاً عليه أن يتجاوز ما ألِفه، ويجدد قراءاته ويوسعها وينوِّعها لتستوعب معلومات وأفكاراً وآفاقا مفاهيمية ومنطلقات نظرية مختلفة. فالحقول المعرفية والثقافية التي لا تتسع ولا تنمو تتحول إلى قيد. لكن علينا أيضاً ألا نفهم من هذا ما من شأنه أن يجعل اطلاعنا سطحياً ومتنقلاً لا يتلبث للفهم ولا يستقر للتعمق والاستيعاب.
أخالفك الرأي
أنت من كتّاب المقال المشهود له، فأين مقالاتك اليوم؟ ولماذا صعب علينا الوصول إليها كقراء؟ وألا ترى أن المقال من الفنون الأدبية المظلومة من ناحية الجوائز والطباعة؟
كتبت المقال النقدي الأدبي أو الثقافي لسنوات خاصة ما كتبته في ثقافية الجزيرة. وخرجت لسنوات لم تطل إلى كتابة مقال الرأي الذي يتناول موضوعات وأحداثاً أو قضايا جارية في لحظتها، في صحف الشرق ومكة والوطن. وعلى أي حال فلم يكن المقال لدي عملاً رئيساً، كان هناك ما يدعوني إليه في سياق السنوات التي كتبته فيها. وقد أفدت من جزء من هذه المقالات في كتابي «سجون الثقافة». أما أن المقال مظلوم من ناحية الجوائز والطباعة، فقد أختلف معك خصوصاً من ناحية الطباعة، فهناك العديد من كتاب المقال يجمعون مقالاتهم في كتب مطبوعة، وبعض هذه الكتب يحظى بمقروئية ممتازة. وهناك جوائز إعلامية في العادة تشمل المقال منها ما لدى المنتدى السعودي للإعلام، لكن علينا أن نتنبه إلى أن كتّاب المقال يخرجون إليه غالباً من نشاط رئيسي آخر فكاتب المقال في الأصل روائي أو شاعر أو ناقد أو ما إلى ذلك.
البناء مستمر و متجدد
تأسست جمعية الأدب عام 2021م، انطلقت بنهاية عام 2023م ماذا تقول عن ذلك؟
تندرج جمعية الأدب المهنية ضمن منظور جديد لهيكلة مؤسسات القطاع الثقافي وفق استراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي، المبنية على الإستراتيجية الوطنية للثقافة. وهي تزامل ست عشرة جمعية مهنية في قطاعات الثقافة المختلفة تضطلع من بين المؤسسات غير الربحية الأخرى في القطاع الثقافي (الجمعيات المتخصصة والمؤسسات الأهلية ونوادي الهواة)، بدور رئيس، فلا يوجد ضمن هذه الهيكلة إلا جمعية مهنية واحدة في كل قطاع. ومن هنا تنبع أهمية الدور المناط بها، وضخامته، ولذلك استغرق التأسيس فترة قد تبدو طويلة، وسيظل بناءُ هذا المسار مستمراً ومتجدداً
تنوع الاهتمامات و المواهب
ثمانون سفيراً في جميع مناطق المملكة، ما المعايير التي تم من خلالها اختيار سفراء الأدب؟ وهل سيكون هناك عمل تنافسي وخاصة أن المثقفات ترأسن مع أشقائهن المثقفين بعض اللجان؟
أول معيار هو انتماء المرشَّح لفريق سفراء الجمعية إلى الحقل الأدبي، بمعنى أن يكون من الممارسين في هذا الحقل، وذلك بإنتاجه الأدبي أوالنقدي؛ فهو شاعر أوروائي أوكاتب قصة قصيرة أو ناقد. وهذا معيار ينطبق أيضاً على العضوية العاملة. ويضاف إلى ذلك قبول المرشَّح لهذا الدور الذي يؤهله للاضطلاع بتفعيل مناشط الجمعية وقيادتها والإشراف عليها في المنطقة أو المدينة التي يعيَّن فيها، بالتنسيق مع مجلس إدارة الجمعية. فلا تقوم الجمعية بصفتها المهنية وغير الربحية على موظفين بل على أعضاء ذوي مواهب وقدرات مائزة في حقل الأدب وحماسة لرسالة الجمعية ورؤيتها وأهدافها. وقد عيَّن مجلس الجمعية لجنة للسفراء قامت بجمع الترشيحات والتواصل مع المرشحين وحرصت على التنوع في تأليف فرق السفراء، أي تنوع الاهتمامات والمواهب الأدبية، وعلى قدرات المرشحين على النشاط والفاعلية والمشاركة. والجمعية تُفسح لسفرائها اقتراح مناشط أدبية متنوعة في مناطقهم واقتراح الأسماء الأدبية والنقدية التي تحيي هذه المناشط أو تقدمها، وتتبنى ما يرقى منها إلى مستوى من الجدَّة والتميز والعمق ضمن برامجها المدعومة. وبالطبع فإن هذا ميدان للتنافس بين فرق السفراء تحاول الجمعية أن تغذوه بما ينشط الحركة الأدبية ويرقى بها وينصف الفاعلين والنشطين والقادرين على المبادرة.
دلالة قيمة وأهمية فيمن يوصف به
كلمة سفراء لها مدلولات وتعريفات ونسبت للسياسة والاقتصاد والأعمال الإنسانية، وكذلك الثقافة، فهل تتكرم علينا بمفهوم السفارة، و لماذا جمعية الأدب تَبنت كلمة سُفراء؟
ليس مصطلح السفير مقصوراً على جمعية الأدب المهنية، بل تتبناه كل الجمعيات المهنية الست عشرة. وقد وردت فكرة السفراء هذه ضمن الخطة التنفيذية للجمعية. وأكثر ما هو مألوف عن كلمة سفير دلالتها على رتبة عليا في البعثات الدبلوماسية بين الدول. ولذلك بدا استعمال الجمعية لهذا المصطلح مثيراً للتساؤل، بل موضع انتقاد من بعضهم، وفرصة لاقتراح بدائل له مثل ممثِّل أو مفوَّض أوما إليهما. وليست المسألة هنا أن نقول «لا مشاحة في الاصطلاح» كما اعتدنا أن نقول في مثل هذه الحالة، فلفظ سفير يحمل دلالة قيمة وأهمية فيمن يوصف به أو يُسمَّى، وهي دلالة تنبع من تثمين السفير وإيمانه بما هو سفير له أو من أجله. ولذلك شاع استعمال مصطلح سفير في الجمعيات الخيرية والتطوعية أو غير الربحية مثل جمعيات البر والحقوق، وكذلك الجمعيات التي تعمل على نشر الوعي بأمر مهم مثل الجمعيات الصحية المختلفة… وغيرها
لا توجد كتابة نشطة بلا نشر
كان من ضمن خطط جمعية الأدب، إطلاق مشروع طباعة (100) كتاب هل لا زالت فكرة المشروع قائمة، بعدما نُفْذت فكرة مشابهة لها من قبل أدب، وفي حال نفذت هل ستطبع لذات الكتاب، أم أنها ستخلق فرصاً لكتاب آخرين؟
نَشْر الكتب إحدى أبرز المشكلات التي يعاني منها الأدباء والدارسون للأدب. وهو في الوقت ذاته أبرز المظاهر التي تعكس النشاط الأدبي والفكري وتجسد مستوياته في المجتمعات. فبلا حسابات لدى الأدباء والدارسين لوجود قنوات نشر لما يؤلفونه، لن يكون هناك نشاط أو إنتاج فكري أو أدبي، أو سيكون ضئيلاً ومحدوداً. وكما لا توجد كتابة نشطة بلا نشر لا توجد قراءة واسعة بلا كتب. ومن هنا كان الاهتمام بنشر مؤلفات أدبية ضمن اهتمامات الجمعية. وبالطبع لاتبتدئ جمعية الأدب فكرة نشر المؤلفات الأدبية من الأصل ولا تكررها، لأنها طبيعية في الحقل الأدبي والفكري والثقافي، مثلما هي طبيعية في مجال المعرفة العالمة والمتخصصة بمختلف حقولها، ولن تستنفدها أو تحتكرها أي جهة. ولن تقتصر الجمعية على نشر المؤلفات بل سيكون للترجمة نصيب أيضاً في هذا المشروع بالتعاون
مع مشروع ترجم في هيئة الأدب أو مع غيره. والمعيار الأهم في النشر لدى الجمعية هو تميز المادة المؤلَّفة وجودتها وجدتها.
لماذا توقفت السفارة على عام واحد؟ هل العام قادر على أن يُخرج أعمالاً مختلفة وذات جودة؟
هي لا تتوقف على عام واحد لأنها قابلة للتجديد. وتجديدها سنوياً ينم عن متابعة الجمعية للإنجازات المتحققة والنشاط الملموس. وعن الترامي مع طموحات السفراء والتفاعل معها، فالزمن المطلق لأي شيء هو لا زمن، أي ضرب من الجمود وانعدام الحركة. ولهذا فإن مجلس الجمعية ذاته محدد بأربع سنوات.
استقلالية الجمعية و الدور المهني
الرؤية لا تخرج للنور إلا بعد دراسة فكيف كانت الدراسة التي عُمِلت قبل أن تطلق جمعية الأدب للفضاء؟
قامت جمعية الأدب، كما هو حال كل الجمعيات المهنية الست عشرة، بمبادرة من وزارة الثقافة. وهذه المبادرة مبنية على إسترتيجية الوزارة للقطاع غير الربحي التي أقامتها الوزارة على دراسة مسحية مقارنة لهذا القطاع شملت عدداً من دول العالم. ولهذا لمسنا لدى الوزارة تأكيداً على استقلالية الجمعية وعلى دورها المهني. وربما بدت صفة المهنية غريبة للوهلة الأولى في الحقل الأدبي، ولكنها تنم عن القصد إلى الدلالة على تمثيلها للناشطين في حقل الأدب والممارسين أو المحترفين فيه أو أصحاب المهنة. والمهنة هي الصناعة بالاصطلاح النقدي القديم، وعنوان كتاب أبي هلال العسكري (ت 395هـ) «الصناعتين الكتابة والشعر» وعنوان كتاب القلقشندي (ت 821هـ) «صبح الأعشى في صناعة الإنشاء»، على سبيل المثال.
ما المنجز الأدبي المهم الذي تتمنى أن يتحقق خلال العام، بخلاف تنفيذ الأمسيات الثقافية؟
لا ينحصر طموحنا في تحقيق منجز أدبي واحد مهم، بل في تحقيق منجزات عديدة. وإذا كان تأسيس الجمعية بما تضمَّنه هذا التأسيس من بنية مؤسسية نظامية قائمة على لوائح وقواعد حوكمة دقيقة، ولجان وأعضاء وفرق سفراء وخطط وبرامج وما إلى ذلك، عملاً يبدو في ظاهره عادياً ولا يحمل أهمية، فقد كان عملاً مجهداً لأعضاء اللجان المختلفة في الجمعية ولمجلس إدارتها وإدارتها التنفيذية. وهو عمل مهم بصفته بداية أو قاعدة تختصر الطريق على من يخلُفنا فيها. ولست أرى برنامجاً أونشاطاً واحداً من الأنشطة التي اقترحتها الجمعية وعملت على تصميمها وبلورة محاورها وأهدافها قليل الأهمية أو بلا جدوى. لكن المتلقين للنشاط الأدبي أو جمهور الأدب في عمومه لا يمكن حصرهم في اهتمام واحد أو النظر إليهم من زاوية واحدة، فالاهتمامات متعددة ومستويات الوعي أيضاً متعددة، وهذا ما يجعل الحكم على هذا النشاط أو ذاك متفاوتاً ونسبياً.
الصحف و المجلات مرآة للحركة الثقافية
رغم كثرة الصحف الالكترونية ألا أن المجلات الثقافية لا تزال نادرة و معدومة الصفحات في الصحف الالكترونية، ما الأسباب من وجهة نظركم، وهل تتوقع أن يكون هناك مجلات ثقافية رقمية أخرى بما فيه مجلة تابعة لجمعية الأدب؟
الصحف والمجلات أداتان مهمتان للحركة الأدبية، فالمتابعة السريعة للأخبار وإجراء حوارات وقراءات صحفية للإصدارات أو النشاطات أو الأحداث الأدبية، وما إلى ذلك، هو ما تنهض به الصحف أو الملاحق الأدبية، وإذا كان هذا العمل متقناً ويقوم بها أكفاء مخلصون لمهنتهم وموضوعيون في رؤاهم وذوو دراية واطلاع، فإنه أحد أبرز الروافد التي تقدم تغذية لنشاط الساحة الأدبية ومرآة لوعيها وحركتها. أما المجلات فلا أحد ينكر دورها الأدبي في نشر الدراسات والترجمات وإثارة نقاش معمق حول القضايا والظواهر الأدبية. وقد أصبحت القنوات الإلكترونية الآن للصحف والمجلات وسيطاً أكثر رواجاً وإقبالاً، وأقل كلفةً وجهداً. وفي خططنا في الجمعية هناك أربع مجلات للدراسات النقدية والشعر والسرد والأدب الشعبي، ونأمل أن تسهم في الاضطلاع بمهمتها.