فهد بن جليد
هل تبرأت شركات الاتصالات العاملة في السعودية من دورها ومسؤوليتها الاجتماعية لخدمة المشتركين أثناء صعوبات ومشاكل الوصول لمنصة (مدرستي) في الأيام الأولى؟ لا أفهم معنى أن تصلني رسالة ضمن ملايين المشتركين الآخرين تقول (عزيزي العميل تمكنك من تصفح المواقع المحلية والعالمية يعني أن أداء الشبكة لديك مستقر، إذا واجهت مشكلة في الوصول إلى موقع معين دون سواه تواصل مع الدعم الفني الخاص بتلك المنصة)، الطلاب وأولياء الأمور وقت ضغط التسجيل ودخول منصة (مدرستي) بحاجة إلى دعم وتحفيز وتكاتف، وليس تولي عن الزحف في اليوم (التقني الكبير) على طريقة أداء (شبكتنا مستقرة) والعيب عند غيرنا.
العودة للدراسة شكَّلت تحدياً عالمياً لمعظم الدول، في أوروبا زاد الهلع في البيوت مع الانحياز لفكرة جلوس الطلاب على مقاعد الدراسة كخيار أهم من احتمالية التعرض للإصابة، أمَّا النموذج الخليجي للحضور للمدارس فلم يصمد لساعات حتى أعلن عن العودة لخيار التعليم عن بعد عقب تسجيل إصابات محتملة في صفوف المعلمين والعاملين في المدارس، لذا يبدو خيار وزارة التعليم السعودية وشركاءها من الجهات الأخرى بالدراسة عن بعد (قراراً صائباً) مُنذ البداية، رغم بعض المشاكل التقنية المحتملة والتي تقع في أي مكان، ويمكن حلها بسهولة.
أتفهم أن تكون النصيحة المثالية عدم اللجوء إلى (المدرس الخصوصي) ونحن نعيش صعوبات ومخاوف وتحديات (كورونا)، لكن طريقة التعليم وآليته عبر (المنصات المتاحة) الآن بالفيديو المسجَّل، والتي أعادتنا إلى مربع (التلقين) الأول مع غياب التفاعل المباشر، واستبداله بأسئلة عقب الدرس، لم تقنع كثيرا من الآباء الذين يخشون فوات الفهم على أبنائهم، لذا قد يكون اللجوء للمدرس الخصوصي (كجرعة يومية مباشرة) له ما يبرره، خصوصاً عندما يكون المدرس الخصوصي، هو نفسه مدرس المدرسة الخاصة، المسؤول عن تقديم الدرس الخاص، عبر المنصة الخاصة للمدرسة، وسلم لي على (الخصوصية).
وعلى دروب الخير نلتقي.