فهد بن جليد
إعادة السماح (بالسفر الدولي) براً وجواً وبحراً من أبرز الموضوعات المطروحة للنقاش في معظم المجالس والحوارات اليوم، حتى أولئك الذين لا يسافرون للخارج مطلقاً يتشاركون الحديث ويدلون بآرائهم حول الموضوع رغم عدم أهميته بالنسبة لهم، ما يؤكّد أنَّ الإنسان بطبعه لا يحب المنع، تسجيل معدلات مرتفعة من إصابات (كورونا) في وجهات السفر العالمية الأكثر زيارة، في آسيا وأوروبا يدق (ناقوس الخطر)، ويعيدنا (للمربع الأول) لنشعر بالأمان والطمأنينة أكثر مع عدم السماح بالسفر الدولي حتى الآن، رغم الحاجة له.
السماح للمبتعثين للدراسة والحالات الطارئة وغيرها من الفئات المقدَّرة ظروفها والمسموح لهم بالسفر، يعطي شعوراً بالراحة والثقة بوجود نافذة أمل بعدم توقف الحياة وعودتها التدريجية بحذر وعناية كما يجب، وربما زاد ذلك من تطلع البعض لعودة السفر الدولي (لغير السيَّاح) بشكل مرتقب، رغم أنَّ المحاذير والمخاوف تبقى واحدة في كل الحالات، وإن كانت أشهر الأطروحات في الدول التي سمح بعودة السفر الدولي لها، أنَّ كل مسافر يتحمَّل المسؤولية الشخصية، بتعهد المغادرين من مواطنيها وتحمّلهم المسؤولية والنفقة كاملة للحجر... إلخ، ولا أعتقد أنَّه يمكن ترك أي مسافر يتعرَّض للإصابة وحيداً في الخارج أو الداخل، ما يعني ارتفاع كلفة مواجهة الجائحة بشكل (مباشر أو غير مباشر).
قد يبدو المشهد الاقتصادي في حاجة لعودة عجلة الحياة كاملة كما كانت قبل تفشي (كورونا)، لكنَّ التعافي (غير الحذر) يعطي شعوراً كاذباً، فسرعان ما تتغيَّر المعادلات والأرقام كما شاهدنا في العديد من الدول، كلنا ثقة أن قرار السماح وتوقيته وكيفيته سيراعي احتياج ومصلحة وسلامة الجميع، وهو ما يزيدنا ثقة واطمئناناً أكثر وأكثر في الإجراءات والاحتياطات التي تتخذها المملكة في كل (مراحل وفصول) مواجهة الجائحة.
وعلى دروب الخير نلتقي.