فهد بن جليد
في كل منزل سعودي تنطلق اليوم (مدرسة وأكثر) بعدد الأبناء والبنات الدارسين والدارسات، هذه هي الحقيقة فلدينا أكثر من (ستة ملايين مدرسة) تشكل عدد الطلاب الذين يجب تهيئة كافة الظروف لنجاح تعلمهم عن بعد، التحدي لا يقتصر على الـ250 فصلاً التي تشكل المدرسة الافتراضية الكبيرة التي يلتحق بها جميع الطلاب والطالبات في المملكة في مختلف مراحل التعليم العام، الصحيح أنَّ المنازل هي الأخرى تعيش ظروف دقيقة وحالة من الطوارئ للقيام بدورها المطلوب، وتتبع المستجدات التعليمية التي تتقاطر شيئاً فشيئا، فالمعلومات والإيضاحات بدت شحيحة ولم تأت دفعة واحدة كما يجب، فما زال الطالب وولي الأمر حتى اليوم يكتشفان المزيد من متطلبات الدراسة عن بعد، ولعلَّ آخرها ضرورة ارتداء الطلاب والطالبات للزي المدرسي أثناء حضور المدرسة الافتراضية، ما يعني بداية رحلة تجهيزات جديدة.
وزارة التعليم بإمكاناتها وقدراتها واعتمادها على الجهود المساندة من جهات أخرى تُراهن على نجاح الفصل التعليمي أو على الأقل الـ7 أسابيع الافتراضية منه، بالاعتماد على ما يميز الجيل الحالي من قدرة فائقة على استخدام وسائل التقنية والتعاطي معها بالكفاءة اللازمة -وهذا أمر مطمئن للغاية- فالوزارة ومن خلال تجربة الفصل الماضي كسبت ثقة وتقدير الجميع، ولكن تحدي الفصل الأول اليوم يبدو أكثر تعقيداً وحساسية إذا ما تحدثنا عن الطلاب المستجدين في الصفوف الأولى، إضافة لتحدي المنتقلين إلى المرحلة المتوسطة والمرحلتين الثانوية والجامعية، فالأمر ليس بالبساطة التي يصورها البعض، ثمَّة تحدٍ ومنعطف دقيق يستحق العناية والانتباه ومضاعفة الجهد.
لنتحدث بشفافية، عادة ما يسجل الأسبوع الأول من الدراسة في (الأيام العادية) نسبة غياب مرتفعة، فهل الوزارة مستعدة لمثل هذا السيناريو اليوم لو حدث افتراضياً؟ وهل سيكون له أثر أو انعكاس على سير التعليم عن بعد في أيامه الأولى؟ التساهل أو التراخي في عدم انطلاق الفصول التعليمية قد ينعكس سلباً على المنتظمين، ويعطيهم شعوراً بعدم الجدية، بينما الانطلاق المبكر قد يحرم نسبة أخرى من الطلاب من حقهم في الفهم والمتابعة والشرح منذ البداية، لا أحد يحسد الوزارة على موقفها، لكنَّ الرهان الحقيقي يقع على عاتق البيت والوالدين ومدى تحمل المسؤولية، والمشاركة الحقيقية مع الوزارة في هذا الواجب، وإلاَّ -لا معنى -لأي خطط موضوعة.
وعلى دروب الخير نلتقي.