أحمد المغلوث
لقاء الأهالي والحديث معهم تقليد قديم بدأ منذ تأسيس هذا الوطن الشامخ وقادته توارثوه، عهدا بعد عهد، وعلى خطى القيادة راح امراء المناطق -متعهم الله بالصحة والعافية- يسيرون في ذات الطريق، فتجد الواحد منهم عندما تتاح له فرصة زيارة منطقة أو محافظة أو حتى مدينة يحرص على اللقاء بالأهالي ويتحدث اليهم ناقلا أولا تحيات وسلام القيادة الرشيدة التي تحرص دائما على الاطمئنان على احوالهم وتفقد احتياجاتهم عبر هذا الأمير أو ذاك المحافظ. ولقد سعدت الأحساء مؤخراً بزيارة كريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، زيارة والحق يقال كانت مزدحمة بتدشين عدد من المشاريع وتفقد أخرى، رافقه خلالها محافظ الاحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود وعدد من المسئولين. إضافة إلى قيامه حفظه الله بزيارة لعدد من مجالس الأسر في مدينتي الهفوف والمبرز وبعض القرى.. وفي ليلة لا تنسى احتفى سموه الكريم بأهالي الأحساء في قصر «البندرية» بالهفوف، وكعادته تحدث من القلب، وببساطته المعهودة وبأسلوبه الحصيف. فراح ينقل للحضور مدى اعتزازه بالأحساء وتاريخها الممتد لآلاف السنين وما امتازت به من حضارة. بل إنه أشار إلى محبة المؤسس الملك عبد العزيز للأحساء. واهتمام القيادة بهذه الأرض الطيبة واعتزازه وسعادته شخصيا بأنه وخلال الزيارة دشن بعض المشاريع الحيوية التي سوف يكون لها دور في تنميتها وازدهارها. كان جميع الحضور يصيخون السمع لكلماته المعبرة عن حبه واعتزازه بالأحساء والتي بمشيئة الله مقبلة على المزيد كونها تحظى باهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين أيده الله. والجميل أن الحضور الذين تشرفوا بوجودهم في حفل سموه «للأهالي» وأنا منهم شعر بأن للأمة ضميرا لا يغيب مهما مرت الأيام. هؤلاء الحضور من علماء ومشايخ ومسئولين وأعيان ورجال أعمال ومواطنين بعضهم تجاوز عقده الثامن جاء متوكئا على عصاه ليحظى بالسلام على سموه والاستماع لكلماته. وما أروع كلماته الصادقة التي لامست القلوب. فلا عجب بعدها أن يقوم أحد الحضور وبعد أن استأذن من سموه أن يشير وبشفافية إلى تقديره باسم أهالي الأحساء لما تضمنته كلماته من حب وتقدير للأحساء. بل راح يشير إلى كلمة سموه أمام خادم الحرمين الشريفين خلال زيارة جلالته للأحساء. وكان سموه قد أشار في كلماته: (واحة نخيل، ينابيع مياه، أرض خضراء، صدق إنسان، وبراءة أطفال، تلك هي الأحساء يا خادم الحرمين.
الأحساء الواحة الغناء، أرض الخيرات، وموطن الحضارات، والعلم والعلماء، بها تغنى الشعراء، وتسابقوا في وصف هذه الواحة الحسناء، أرض التجارة والزراعة، أرض الأدب والبلاغة، أرض الكرم والرحابة، أرض الإقدام والشجاعة، أرض الشعر والفصاحة، صدق في الوعد، ووفاء في العهد، أقيمت على أرضها أول صلاة جمعة في الإسلام بعد مسجد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، وظل تاريخ الأحساء شاهدا لها، إنجاز ومواقف مشرفة تتوالى من أبناء هذه المدينة العريقة، وصولاً إلى أن بايع أهلها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - في العام 1331هـ طوعاً على السمع والطاعة، وها هم يا سيدي إلى يومنا هذا يؤكدون في الرخاء والشدة مواقفهم المشرفة العظيمة.
سيدي.. ها هي الأحساء تشدو وتصدح نشوانة، ونخيلها يتمايل بهجة وسروراً بمقدمكم الميمون، فأينما حللتم يحل الخير، وتحل التنمية، ويحل العطاء، والمجد والبناء، فأهلاً ومرحباً بكم يا قائد النهضة وبانيها).أ. هـ طبعا هذا غيض من فيض من كلمة سموه. ويشرفني ان أعيد هذه الجزئية في زاويتي لهذا الأسبوع. لأمير أحب الأحساء وبادلته نفس الحب.