أحمد المغلوث
مهما اختلف البعض عن أهمية الإعلام ووظيفته في مختلف المجتمعات إلا أن الجميع يتفقون على كونه قوة فاعلة ومؤثِّرة في هذا المجتمع وذاك، ومن هنا تنبه قادة العالم إلى توظيف هذه القوة في مسارها الصحيح لتقوم بواجبها نحو توعية وتوجيه المجتمعات أو لنقل «الشعوب» وحتى التأثير فيها كما فعل القائد هتلر عندما تولى الرئاسة الألمانية عام 1933م واختار صديقه «غوبلز» وزيراً للدعاية والإعلام بمعناها المعاصر واستطاع غوبلز توظيف قدراته وإمكاناته المختلفة، بل استطاع النجاح في استقطاب قدرات وعناصر متعاونة من مختلف الدول في تلك الفترة ويسجل التاريخي الإعلامي لغوبلز أنه أول من استخدم الدعاية والإعلام كما يجب خلال الحرب، حيث استطاعت وسائل الإعلام الألمانية أن تكون قوة ضاربة وفعَّالة التأثير على كل مواطن في ألمانيا وحتى الدول التي يصل إليها البث الإذاعي أو الصحف والمنشورات. ومن هنا نكتشف مدى قدرة الإعلام على التأثير في الأفراد والمجتمعات في حال اختيار العناصر والقدرات والكفاءات المختلفة التي تدير أجهزته المتعدِّدة. المقروءة أو المرئية أو المسموعة واتجاهها بكل طاقاتها إلى خدمة الوطن وسياسته وضمن برامجه نحو مواجهة الأعداء. أو تفعيل دور التنمية والتوعية والإرشاد في مجالات الحياة المجتمعية التي تهم الوطن والمواطن على حد سواء.. ولا شك أن اهتمام الإعلام بكل ما له علاقة بحياة المواطن كقضايا الأمن والصحة والبيئة والخدمات والتعليم يساهم كثيراً في ارتفاع مستوى الوعي لدى الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وكلما ازداد الاهتمام الإعلامي بهذه القضايا في الواقع المجتمعي ساهم ذلك في التخفيف من حدة المشكلات والمعوقات التي قد تعترض برامج التنمية المختلفة وبالتالي تحسين وتطوير ما يقدّم منها في المجتمع وبعد هذا يعطى صورة ناجحة عن نجاح برامج الدولة المختلفة في هذه المجالات التي تهم المواطن والوطن معاً.. ولا بد أن نشير هنا إلى أن من وظائف الإعلام المهمة والحيوية والمطلوبة هو التعبير عن مشاعر المواطن إزاء حياته وما يواجهه فيها من ظروف ومتاعب. قد تثقله وتقلِّل من طاقته على الفعل والعمل والإنتاج وحتى المشاركة في تفاعله مع مجتمعه. لذلك وجدنا في السنوات الأخيرة ومن خلال «الإعلام الجديد» توجه الملايين لهذا الإعلام ليكون «المرفأ» الذي يلجأ إليه أو الشجرة الظليلة التي يستريح تحتها ليتنفس بحرية ويقول ويقول. ليعبّر عن همومه وماعره وأحاسيسه المختلفة سواء أكان ذلك من خلال اسمه وشخصيته الحقيقية أم عبر مسميات واستعارات. وهكذا وجد المواطن نفسه في هذا العالم الافتراضي «الإعلام الجديد» «السوشل ميديا» ليحقق فيه ذاته بصراحة أو بالرمز أو الإشارة أو حتى الإيماءة. المهم أنه يكتب. أو يغرّد أو حتى ينشر مشاهد حيَّة. جميعها بمثابة تعبير واضح عن رغبته في نقل ما يشعر به لمجتمعه أو للعالم.. وها هي وزارة الثقافة والإعلام الموقرة تقدِّر فرسان «الإعلام الجديد» من خلال تكريمهم من قِبل القيادي الأول في وزارة الثقافة والإعلام معالي الدكتور عواد العواد ضمن احتفالية كبرى جرت مؤخراً.. وهذا لا شك دليل وعي بأهمية الإعلام بشكل عام والإعلام الجديد في حياتنا المعاصرة التي باتت تعيش وتتفاعل مع التقنيات الإعلامية الحديثة التي يمكن أن تستخدم في تحقيق الأهداف السامية نحو إعلام قوي ومؤثِّر..!