أحمد المغلوث
لوكان هناك جائزة عالمية للخداع فإنني وغيري من العرب بل كل إنسان في هذا الكون لسارعنا جميعا بمنحها لرئيس دولة الحرية والديمقراطية (الولايات المتحدة الأمريكية) التي كان دستورها ينحاز للعدالة ويشيع في العالم حرصها على الحريات وإشاعتها في مختلف المجتمعات. لكنها تؤمن ايمان قويا بتلك المقولة التي تتردد داخل أروقة السياسة والتي تقول: (ليست هناك في السياسة عواطف دائمة بل مصالح دائمة)، وبالتالي كان لأمريكا ورئيسها ترامب، والذي عراه وقال عنه الممثل العالمي «دي نيرو» أكثر مما قاله مالك في الخمر خلال فترة السباق للرئاسة وحذر منه. ورغم شعور المجتمع العربي والاسلامي بالتفاؤل والممزوج بالفرح كون الرئيس ترامب سوف يكون اكثر اهتماما من سلفه اوباما وينحاز لتنفيذ بنود «عملية السلام» والاعتراف بدولة فلسطين نجده فجأة يتجه ببوصلته نحو «اسرائيل» وبدأ فخامته وكأنه «يهوذا» الذي سلم المسيح عليه السلام.. فسلم القدس المقدسة الى دولة الاحتلال ببساطة وسهولة، ناسيا او متناسيا ان الواقع غير ذلك وان حقيقة فلسطين كدولة هي عربية منذ اكثر من الف عام حيث إنها خلال الحكم العربي الاسلامي ازدهرت الديانات الثلاث الكبرى الإسلامية والمسيحية واليهودية وعاش الناس في حرية دينية كاملة وتخلصوا من المذابح التي فرضها اليهود على اعدائهم قبل ذلك.
هل يريد فخامته أن يقنع العالم ومن خلال توقيعه على وثيقة نقل سفارته الى القدس واعترافه بأن القدس عاصمة إسرائيل انه سوف يغير الواقع ويمسح الحقيقة من سجلات التاريخ.. لقد ضج العالم كل العالم عدا (الصهيونية) ومن حاباهم او خاف من تأثر مصالحه معهم، اما البقية من شعوب العالم حتى داخل امريكا فكان الرفض التام لقرار ترامب الذي يتنافى مع الوضعية القانونية لمدينة القدس ولفلسطين الدولة الواقعة تحت الاحتلال. وجميع قادة الدول وعواصم العالم رفضت هذا القرار الذي هو خروج عن المألوف في عالم السياسة الحكيمة التي تعتمد على القوانين الدولية ،وما وما اعترفت به خلال العقود الماضية من حقوق الشعب الفسطيني الشقيق.
وهاهي جامعة الدول الدول العربية ترفض رفضا قاطعا ما أعلنه الرئيس الامريكي.حيث أكدت الجامعة أن القرار الأميركي بشأن القدس باطل ولا يرتب أي آثار على الوضعية القانونية للقدس، مشددة خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة أن القرار يضع الشك في الدور الأميركي حول السلام وأن هناك إجماعاً دولياً عبر مجلس الأمن بمنع أي تغيير في وضع القدس إلا من خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وامريكا وبعد هذا القرار السيئ الذكر تعلن وبصورة واضحة بل تتكلم وهي «تتلعثم» كما حصل لرئيسها في خطابه بعد التوقيع على القرار بان ليس لها اصدقاء من العرب والمسلمين وبقية دول العالم اللهم الا «إسرائيل» وتكاد تقول انها تحب دولة الاحتلال هذه لدرجة العشق.وانها تناست المواثيق والتعهدات وما حصل ومادار في مختلف اللقاءات التي جرت بينها وبين الزعماء العرب ومن خلال رئيسها ترامب الذي سحق العهود ومزق العقود.. لكنه حقق إنجازاً معاكساً لمسيرة عملية السلام.. إنجازا جعل الصهاينة يرقصون فرحا. وهم يعيشون زمن ترامب الذي جعلوه يقبل حائط المبكى.. لابساً طاقيتهم الشهيرة.. فهل بعد هذا هناك رجاء او أمل في ان يعود الرئيس الى رشده. ويتخلص من تأثير بني صهيون الذين سيطروا عليه قبل الانتخابات الرئاسية ومازالوا بعد تربعه في البيت الابيض.
لذلك يستحق فخامة الرئيس ترامب «جائزة الخداع» بلا منازع.. مبروك..