أحمد المغلوث
احتفلت الأحساء مساء الأربعاء الماضي ومن خلال ناديها الأدبي بشقيقي الأصغر «سامي عبد الله المغلوث» المؤرخ ورائد الأطالس الإسلامية. وهذه أول مرة أكتب عنه. وليعلم القارئ العزيز أني لا أكتب عنه كونه شقيقي الذي كان طوال سنوات حياته وما زال عاشقا للقراءة والاطلاع وحتى البحث وبالتالي كان يتردد على «مرسمي ومكتبتي» في ذات الوقت وفيهما الآلاف من الكتب المختلفة والمطبوعات المتنوعة. بل لأنه كان ذا همة وعزم شديدين، بل وحتى القدرة على الحفظ إضافة إلى تمتعه بذاكرة «خرافية» ما شاء الله عليه فكان، والحق يقال الوحيد من إخوتي الذي حفظ القرآن الكريم وهو فتى صغير.. وربما لا يصدق البعض أن كل «أطالسه الإسلامية «وحتى الجغرافية التي بلغ عددها21 أطلسا بدءا بأطلس «الأنبياء والرسل» هو الذي قام بتصويرها وتصميمها وإعداد مادتها البحثية ورغم مشاغله الوظيفية والمسؤوليات التي يكلف بها من جهات حكومية فهو يواصل الليل بالنهار في سبيل إنجاز افكاره ومواد اطالسه. والجميل أن الأساتذة الذين شاركوا في الندوة التي نظمها النادي على هامش حفل تكريمه تحدثوا عما يمتع به الشيخ سامي من قدرة وصبر وجلد لا تستطيع ان تقوم بها مراكز بحثية جامعية.. ولست هنا في مجال إعادة ما قالوه عنه. فهو كثير. ولكن كل من قرأ وتصفح كتبه «الأطالسية» يشعر بأنها نتاج مجموعة من الباحثين والمؤلفين وليست وليدة شخص واحد، ولكنه والحق يقال ويرفع من أجل ذلك «العقال» تحية له وإكباراً فعلى الرغم من معاناته من مرض السكري فلا يتردد أن يسافر لدول عربية وإسلامية وأجنبية من أجل الحصول على معلومة حقيقية. وعلى حسابه الخاص. فتجده قد وثق العديد من جوانب بحثه بالصور الميدانية. فلاعجب بعد ذلك أن تعد عنه وعن أطالسه رسائل الماجستير والدكتوراه. وكم جامعة خليجية طلبت منه أن يتفرغ للعمل بها كأستاذ أو محاضر زائر ولكته يعتذر بحب وتقدير كونه يريد إنجاز ما قد بدأ فيه من عمل بحثي لأطلس جديد أو تم تكليفه بتنفيذ عمل من ضمن عمله في كعضو في فريق تأليف العلوم الاجتماعية للمشروع الشامل لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، وكونه أيضا مشرفًا على الدعم الفني والتصميم التعليمي للمشروع. إضافة لعضويته ضمن فريق تأليف الأطالس التعليمية بدارة الملك عبد العزيز، وممثل الجانب التاريخي عن وزارة التربية والتعليم في المشروع. وعضويته في فريق تأليف الأطالس المدرسية بمكتبة العبيكان بالرياض.
كل هذا وذلك لم يمنعه متعه الله بالصحة والعافية من مواصلة رسالته في إنجاز مشروعه الذاتي في خدمة الاسلام والمسلمين في إنجاز الأطالس الإسلامية والجغرافية المختلفة. واضعا قبل وبعد توجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما كان أميرا للرياض بأن يتوسع في مجال البحث الميداني وصولا للحقائق وحتى تتكامل العملية البحثية والوثائقية.. وأخيرا والذي يشعره بالفخر أن أطالسه ترجمت إلى لغات عديدة.
هذه هو شقيقي الشيخ سامي والذي لا تفخر به أسرتي ولا الأحساء وإنما الوطن. وكل محب وغيور على الاسلام والسلام..؟!