علي الصحن
لم يفق الهلاليون من صدمة تعادل فريقهم مع الفتح، حتى وجدوه يخسر من الفيحاء، ليفقد خمس نقاط كانوا يعتقدون أنها في متناول اليد، ويحسبون لما بعدها، والحقيقة أن الهلال اليوم ليس هلال الأمس، وأن الفريق كان فقط بحاجة لإصابة لاعبه البرازيلي ادواردو، لكي تسقط عنه ورقة التوت، ويكشف واقعه ويدرك حقيقته.
الهلال اليوم يعاني وسيظل يعاني، وما يخشاه الهلاليون أن موعد دفع فواتير المجاملات وعدم تصحيح الأخطاء، ومواصلة ضخ المسكنات في الفريق قد حان، وأن على الفريق أن يسدد الثمن.
هنا لست في صف من يدافع عن دياز ويرمي الكرة في مرمى اللاعبين، ولا في صف الطرف الآخر الذي يحمل المدرب كل شيء، ويرى أن اللاعبين مجرد أدوات فنية لم يعرف مدربهم استخدامها كما يجب على المعشب الأخضر، فالحقيقة أن ما يحدث للهلال من بداية الموسم وليس في الجولتين الأخيرتين فقط هو أخطاء تراكمية يشترك فيها الجهازان الإداري والفني واللاعبون، وإذا كانت إدارة النادي جادة في إصلاح وضع الفريق من أجل حاضره ومستقبله، فعليها أن تناقش عمل كل طرف، وأن تتخذ القرارات المناسبة بشأنه دون مجاملة.
رب سائل يسأل: كيف يعاني الهلال من البداية وقد تصدر الدوري رغم لعبه مباريات أقل؟ والإجابة ستكون بسؤال آخر: وكيف فاز الهلال في معظم مبارياته؟
صانع القرار الهلالي (يعلم ما يريد) فهل (يريد ما يعلم)؟
يعلم مثلاً: أن الفريق بحاجة إلى التجديد والإحلال والاستغناء عن بعض الأسماء، ويعلم أن الفريق منذ سنوات يفتقد للهداف الذي يظهر في الأوقات الصعبة والمواجهات الحاسمة، وينبري لتقديم الحلول من أندر الفرص، ويعلم أن هناك أسماء شابة تتوق إلى فرصتها مع الفريق لكنها تتسرب منه كما يتسرب الماء من الكف، لتقدم نفسها بكفاءة عالية في مواقع أخرى، ويعلم ضرورة التجديد في الجوانب الإدارية في فريقه، والسؤال هنا: هل يريد صانع القرار أن يقوم بتنفيذ ما يعلم حاجة الفريق له؟
يؤمل بعض الهلاليين الكثير في فترة التسجيل الشتوية المقبلة، وأن تسهم في حل بعض مشاكل الفريق، وإبرام صفقات جديدة تعيد ترتيب أوراقه، وتعويض بعض الأسماء الغائبة فيه، وهم محقون في ذلك، غير أن تسجيل لاعب أو لاعبين أو ثلاثة لن يكون كافياً لإعادة الهلال الذي يبحث عنه أنصاره.
الهلال يحتاج لأوراق عدة بلا شك، ويحتاج لضخ دماء جديدة في أوردة جسد منهك، ويحتاج أيضاً أن يكون مدربه شجاعاً وواثقاً وهو يتعامل مع الفريق، وهنا لست في صف من يطالب بتغيير دياز، ولكن مناقشته ومطالبته بتغيير قناعاته، ومعرفة أسرار عدم قدرته على التعامل مع المباريات كما كان يفعل في الموسم الماضي!!
لا فائدة من لاعبين جدد بصفقات مكلفة مادام المدرب مصراً على بعض الأسماء، ومصراً على مشاركتها، رغم تكرر أخطائها، وعدم تطور قدراتها، ووجود بدلاء لها.
طوال السنوات الماضية كان الهلال يعاني ثم تتخذ إداراته إجراءات عاجلة تصلح الحال وتعيد الفريق بشكل أفضل، لكنه يسقط أحياناً في الأمتار الأخيرة، ويعود لمعاناته من جديد، لأن الحلول لم تصل إلى لب المشكلة.
يحتاج الهلال لجراح ماهر يداوي هذه المعاناة، لا فائدة من حلول ومسكنات وقتية لا تترك أثراً دائماً، عمل الأمير نواف بن سعد الكثير، وبذل جهوداً لا تخفى على بصير منصف، غير أنه وهو الماهر الحاذق مطالب بمزيد من القرارات لبناء الهلال الجديد.
يردد بعض الهلاليين: كان الفريق بحاجة للخسارة من الفيحاء من أجل كشف واقع الفريق، والحقيقة أن هناك من أشار لهذا الواقع قبل الخسارة، وقبل التعادل مع الفتح، مؤسف أن يصدق البعض حكاية أن الهلال قد اقترب من اللقب بعد تعثر منافسيه، وقد بقي دوركامل على الوصول لمحطة التتويج، كانت هناك أصوات تريد أن تزين حال الفريق وتخدع لاعبيه... لكن مباراتين فقط أعادت الهلال للواقع، وجعلته يتراجع للوراء، فهل يتحرك أهل الحل والربط فيه لترتيب الأوراق قبل أن تبعثرها رياح المنافسة العاتية، أم يواصلون الرضا بحال الفريق وانتظار فرج قد يأتي... وقد لا يأتي أيضاً.
جماهير الهلال تثق في إدارة ناديها وتنتظر قرارات التصحيح والمحاسبة.