علي الصحن
خسر الهلال السباق الآسيوي في الأمتار الأخيرة، وسط ردة فعل جماهيرية اتفق بعضها على أن الفريق بذل وسعه، وأن إدارته لم تقصر، وأن سوء الطالع لازمه فحدث ما حدث في الرياض واليابان، وذهب آخرون إلى أن القول إن الإدارة بالفعل قد أدت الكثير من التزاماتها، وأن بعض الأخطاء والقرارات ربما أثرت على جودة عملها، فضلاً عن أن الجهاز الفني وبعض اللاعبين وإدارة الفريق لم يقوموا بأدوارهم كما يجب، فعاد الفريق بالوصافة وهو المرشح للقب!!
من ناحيتي وبعد هدوء العاصفة أميل للرأي الآخر، وأرى أن بالإمكان أفضل مما كان لو وضعت جميع الأمور والقرارات في نصابها الصحيح، ووزنت بميزان حاجة الفريق، حاضره ومستقبله بشكل دقيق.
إدارة النادي بذلت الكثير ولا يوجد عاقل يبخسها حقها، والأمير نواف بن سعد وضع له مكانة بارزة في لائحة رجالات النادي، وسجل نفسه خلال عامين كأحد أفضل رؤسائه، وما يؤخذ على الإدارة فقط هو المجاملة التي قد لا تكون في محلها في بعض الأحيان، هنا أشير على سبيل المثال لمجاملة بعض اللاعبين وتجديد عقودهم، وهم الذين لم يقدموا شيئاً طوال المواسم الماضية، واقتصرت مشاركتهم على كونهم بدلاء وفي دقائق محدودة ومباريات معدودة، وأشير لمجاملة بعض اللاعبين الذين تتكرر أخطاؤهم وتصرفاتهم الفنية والسلوكية على حساب الفريق، دون اتخاذ قرارات نوعية معلنة، يكون لها دورها في تقويم اللاعب وإطفاء تساؤلات المدرج، وأتحدث عن مجاملة مدرب الفريق وعدم مناقشته حول قراراته - لا أقصد التدخل في عمله - ومنها على سبيل المثال قيد اللاعب ماتياس....!!
من يقول إن اللاعبين لم يقصروا وأن الواجب تكريمهم ربما شاهد مباراتين غير اللتين شاهدهما غيره، الواقع يقول إن بعض اللاعبين قد قصروا في التزاماتهم الفنية، ووقعوا في أخطاء ما كان يجب أن تحدث من لاعبين دوليين لهم قيمتهم في المنتخب والفريق، وهذه الأخطاء كلفت الكثير، إن في النهائي الآسيوي أو في غيره من المنافسات، فهناك أخطاء ليست عادية يمكن المرور عليها دون إشارة أو قرار، وهي أخطاء استفزت المدرج الأزرق غير مرة؟؟ هؤلاء لاعبون محترفون ينعمون بمزايا عدة، وكما أن لهم حقوقا يجب أن يحصلوا عليها، فإن عليهم التزامات يجب أن يقوموا بها، أما أن يخطئ اللاعب ثم نصفق له، فإن ذلك لن يقوم أداءه ولن يسهم في اصلاح أخطائه.
إدارة الكرة بقيادة المفرج، ما هو عملها، وما هي أدوارها؟ وكيف يمكن قبول العدد الهائل من البطاقات الصفراء وبطاقة سالم الحمراء في مثل هذا النهائي؟
الجهاز الفني لم يقم بدوره في النهائي، وفرط في الحسم مبكراً، نعم هناك أخطاء من اللاعبين، وظروف إصابات، لكن الحقيقة ان مدرب الفريق الياباني قد أدار المواجهتين بطريقة أفضل من نظيره دياز، والواقع أن خيارات المدرب الهلالي لم تكن موفقة ولا سيما في ما يتعلق بالتبديلات وتغيير طريقة اللعب حسب طروف المباراة، في الرياض وفي اليابان شاهدنا فريقاً يعتمد على طريقة واحدة في صناعة اللعب، والبحث عن البريك لإرسال الكرات إلى منطقة الجزاء، يحدث ذلك كله وسط أسلوب طغت عليه الفردية والاجتهاد في بعض الأحيان، دون تنويع مصادر اللعب والإيعاز للاعبيه بالتسديد والمباغتة والتحرك الجماعي ككتلة واحدة كما فعل الفريق الياباني.
أمام إدارة الهلال عمل شاق في الفترة المقبلة، الهلال فريق لا يعرف التثاؤب، ولا يقبل أن يقع ضحية للظروف، وجماهيره لا يرضيها أوساط الحلول، تريد فريقها في القمة دائماً، مدرب الفريق حفظه وحفظ كل احتياجاته، والمتابع الحصيف يدرك ان الفريق يحتاج للاعب أجنبي مميز يعوض به ماتياس، إذا كان دياز مقتنعاً تماماً بريفاس، فالأفضل التعاقد مع صانع لعب يعوض غياب ادواردو القسري، مع البحث عن مهاجم مختلف يجعل للاستحواذ والسيطرة قيمة في النهاية، ومن المهم أيضاً أن يأخذ النجوم الشباب فرصتهم، وأن يتوقف دورغيرهم، فالبقاء للأفضل، أو هكذا يجب أن يكون، حتى لا يدفع الفريق الثمن غالياًكما دفعه قبل أيام.
مراحل.. مراحل
- لن يضر الهلال ما يقوله عنه بعضهم بعد الخسارة، كلها كم يوما ويعودون إلى واقعهم ويقفلون (جوالاتهم) ويلتزمون الصمت كما هي عادتهم.
- (الطقطقة) في كرة القدم وغيرها من المنافسات أمر مقبول، وزادت وسائل التواصل الاجتماعي من انتشاره، وكما تدين تدان، لكن ما يقوم به بعضهم من تجاوزات أمر يسهم في نشر الكراهية، وتأصيل الحسد والبغضاء والشحناء بين الناس، والغريب عندما يقوم أشخاص عرفوا بسلوكهم القويم، قبل أن تخرج كرة القدم الشخص الحقيقي من ثيابهم، وتظهر للناس أسوأ ما فيهم، وتكشف حقيقة قلوبهم وعقولهم ومنطقهم على الملأ.
- أصعب شيء أن تكون في السفح وتقلل من شخص يقف في القمة... كل محاولاتك ستعود إليك وإن حاولت التطاول لبلوغ مرادك.
- أخطاء بعض اللاعبين الفنية أصبحت جزءاً من شخصيتهم الفنية يصعب عليهم التخلص منها.
- ليس أسوأ من مشاهدة نجم في فريق آخر، تم إبعاده لخاطر لاعب مستهلك منته!!.
- يلعب في وقت متأخر، يتقلد شارة القيادة، يحضر في مناسبة واحدة فقط كانت حصوله على بطاقة صفراء، أليس في ذلك استفزازا لزملائه قبل جمهور الفريق؟.
- قلتها قبل مباراة سدني وقبل لقاء أوراوا وقلتها في مناسبات عدة، حتى في عز نجومية الشمراني والقحطاني مع الهلال أن الفريق لن يتمكن من حصد لقب خارجي بدون هداف متمكن مميز عليه القيمة، ماذا فعل ناصر في النهائي الأول وماذا قدم ياسر في النهائيين؟؟ الهلال بحضور سامي ويوسف والتمياط كان يتعاقد مع لاعبين هدافين ولم يتوقف عليهم وهم النجوم ولا يُعلى عليهم في كرة القدم، تعاقد مع بشار والهويدي وصلاح بصير والكاتو وأدميلسون وسيرجيو وغيرهم من أجانب ومحليين من رؤوس الحربة التقليديين الذي يبصرون درب المرمى ولا يعرفون درباً سواه، ولذلك كان الهلال في تلك الأيام يحقق البطولات القارية ولا يتوقف عند لاعب بعينه، فهل يدرك الهلاليون اليوم ذلك؟