علي الصحن
يومان فقط هما المسافة المتبقية على لقاء الهلال وأوراوا الياباني في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا، ومن نافلة القول إن الهلاليين ينتظرون هذه اللحظة منذ أن أطلق نيشيمورا صافرته التي نحرت الهلال والعدالة في النهائي الشهير، ولا شك أن الهلاليين أيضاً قد تعلموا من الدرس السابق، وعملوا على تجاوزه وتجاوز أخطاءه.
بعيداً عن مقصلة الصافرة اليابانية خسر الهلال أمام سدني في الذهاب، فزادت الضغوط في لقاء الإياب، واليوم يجب أن يجد الهلاليون في حسم الأمر مبكراً، فحتى التعادل لن يكون جيداً ولا مطمئناً في حسابات الذهاب والإياب.
المدرج يجب أن يدرك دوره مع الفريق، ليس الهدف هو أن توزع التذاكر المجانية، وأن نملأ المدرج وننجح في التيفو ونبهر العالم بالأمواج قبل المباراة، وعندما تنطلق الصافرة يكون المدرج قد أرهق وتحول إلى الصمت دون أي تأثير على الضيوف.
اللاعبون وهم القاسم الأهم عليهم التعامل مع المباراة بالجدية الكافية، ليس اليوم يوم الاستعراض وكسب هتاف المدرج دون فائدة في النهاية، نصف الفرصة بجدية كاملة ربما تجعلك بطلاً، وفرصة محققة كاملة ربما تنسف كل أحلامك وأحلام مدرجك عندما تحاول أن تصنع من خلالها المستحيل.
دياز بتاريخه وخبرته ونتائجه مع الهلال ليس بحاجة لمن يقول له ماذا ستعمل أمام الفريق الياباني، وكل ما يريده الهلاليون منه التنازل عن بعض قناعاته ومن المؤكد أنه سيفعل ذلك.
يقولون الفرصة لا تأتي مرتين.. لكنها لفريق عظيم مثل الهلال تأتي مرة ومرات فقد وضع كل أسباب الوصول إليها، وكل الدعوات والأماني تحفه بأن يقتنصها هذه المرة ويضع حداً لعدم الوصال بينه وبين ألقاب قارة ما زال يقف على قمتها ويتسيد أنديتها وهو فريق القرن فيها.
قضية العويس.. دروس!!
حصحص الحق في قضية الحارس العويس التي شغلت الوسط الرياضي حيناً من الدهر، واليوم ليس يوم اللوم ولا التذمر ولا الشماتة ولا التهليل بالنتائج والقرارات التي انتهت إليها القضية.
اليوم هو الوقت المناسب لأن يدرك جميع المنتسبين للوسط الرياضي من مسؤولين ولاعيين وجماهير ووكلاء أننا قد دخلنا مرحلة جديدة في تاريخ رياضتنا، تاريخ لا يعرف الأسماء ولا الكيانات ولا حجم التأثير والجماهيرية، تاريخ يطبق اللوائح والأنظمة بنصوصها، ويحيل الوقائع كما هي إلى اللجان المختصة للنظر ثم الفصل فيها.
اليوم يجب أن يستفيد الجميع من دروس قضية العويس، فاللاعب المحترف يجب أن يعرف حقوقه وواجباته كاملة، يجب أن يعرف أن عليه التزامات وشروط وعقود وارباب مصالح وأن يحترم الجميع، وأن يلتزم بكل ما اتفق معهم عليه حتى الدقيقة الأخيرة من العقد.
واللاعب يجب أن يدرك وظيفته الحقيقية، وأن يترك كل مهمة لأهلها، فليس من المعقول ولا المقبول أن ينشغل لاعب دولي في معسكر مهم بأمور ليست من اختصاصه، وأن يشتغل مفاوضاً وقت تكليفه بمهمة وطنية، في وقت كان يجب فيه أن يخبر إدارة المنتخب عن أي نوع من هذه التحركات.
والإداري مسؤول عن الأمانة المكلف بها، فلا يسمح بأي تجاوز، ولا يقبل بدخول أي أطراف خارجية للمعسكرات مهما كانت مهمتهم ودون النظر لمن أرسلهم، فقوام أي معسكر هو الانضباط وعزل اللاعبين عن مؤثرات خارجية.
والقائمون على الأندية عليهم احترام الآخرين من المنافسين ودخول البيوت من أبوابها، والنادي في النهاية لن يتوقف على لاعب بعينه.. إلا إن كان الأمر استعراض قوة فحسب، فذاك شأن آخر.
بعض الإعلاميين ما زال في وهمه القديم وما زال يظن أن تغريدة أو مقالة أو رأي عابر ومقارنة بحالات مماثلة ستجعله يكسب الجولة ويحرج المسؤول، والحقيقة أن لكل قضية - وإن تشابهت في ظاهرها - فصول وأوراق ومعلومات مختلفة، وأن المسؤول والرأي العام لا يمكن أن يخدعهما ظاهر الأمر ما داما مطلعين على لبه، لذا نقول لأولئك، لقد تجاوزكم الزمن فطوروا أنفسكم وأدواتكم وحروفكم إن شئتم اللحاق به، أو أعلنوا الاعتزال فربما كان أفضل لكم ولغيركم.