علي الصحن
في لقاءي النهائي الآسيوي، وفي مبارايات عدة في الدوري السعودي آخرها مواجهة الفتح الأخيرة، ظهرت نتائج ضعف الاستعداد الهلالي للموسم الرياضي الحالي، وبان للجميع أن الجهازين الإداري والفني لم يضعا كل الاحتمالات على الورق، ومع اشتداد المنافسة وتوالي الظروف على الفريق تجلت أخطاء البداية التي كان يمكن تجاوزها بقليل من الواقعية في العمل، ومحاكاة ما تقوم به إدارة النادي من جهود وصرف مالي على الفريق.
الهلال يتصدر الدوري ولديه مباراتان مؤجلتان، لكن هذا الهلال ليس الفريق الذي يريده الهلاليون، ليس على الأقل هلال الموسم الماضي، وليس الهلال الذي يقدم المتعة للجميع قبل النقاط لرصيده، وفي هذا الصدد قد يقول قائل إن ظروف الخسارة في النهائي الآسيوي قد ولدت الشكل الحالي للفريق، والحقيقة أن هذا الشكل هو سبب الخسارة أصلاً.
كتبت هنا في أغسطس الماضي وخلال فترة الاستعداد للموسم أن: (... الهلاليين يتحدثون عن ضعف المعسكر والمواجهات الودية ولا يخفون قلقهم من الخيارات الأجنبية الجديدة ولا من عدم التعاقد مع أجنبي سادس - قبل التعاقد مع ريفاس)، وأن الهلاليين يرون (أن فريقهم لم يستعد بما يكفي للموسم الجديد، ويشيرون إلى المعسكر وأنه لم يكن بالجدية المطلوبة، ولم يكن فيه ما يولد الإحساس بأن الفريق عاقد العزم على الذهاب بعيداً، وأنهم يتحدثون عن فريق لم يلعب إلا مباراتين فقط، وأن الترتيبات لم تتضمن أصلاً إلا ثلاث مواجهات - ألغيت واحدة بسبب الظروف الجوية - في وقت لعبت فيه فرق أخرى خمس أو ست مواجهات في معسكراتها، وأنهم يقولون إن المهاجم الأجنبي - ماتياس - ليس له شنة ورنة في عالم كرة القدم، وأنه ليس المهاجم الذي انتظروه، وليس اللاعب الذي يمكن أن يعول عليه، وأن المجاملات أو لعبة السماسرة ربما كان لها يد في الأمر).
واليوم يبدو أن مخاوف الهلاليين وإشاراتهم كانت في محلها، ولاسيما فيما يتعلق بالخيارات الأجنبية في الجانب الهجومي، وهو الأمر الذي يعاني منه الفريق كثيرا، خاصة بعد إصابة خربين وإدواردو، ومن نافلة القول إن غياب المهاجم الحقيقي الفاعل كان أهم أسباب خسارة اللقب الآسيوي مرتين، وهو أمر تنبه له الكثير ونبهوا له وفي وقت سابق، لكن القرار الفني انحاز إلى تجديد عقد (القائد) والتعاقد مع ماتياس، وما يريده الهلاليون اليوم أن يتم علاج هذه الأخطاء في الفترة الشتوية تحضيراً للاستحقاقات الصعبة المقبلة محلياً وقارياً.
ويريد الهلاليون من مدرب فريقهم أن يكون واقعياً وأن يتجاوز بعض قناعاته، خاصة وأن النقاد والمدرج قد كسبا الجولة في مسألة مجاملته لبعض الأسماء واختياره لماتياس، دياز مدرب كبير له صيته في مهنته ولاسمه قيمته في مجاله، لكن هذا لا يعني أن تُسلمه إدارة النادي الخيط والمخيط لينسج ما يريد دون أن يُناقش ويسمع الرأي.
في الدوري السعودي عانى الهلال كثيراً حتى كسب الفيحاء والقادسية وأحد، وخرج خاسراً بالتعادل مع الشباب والفتح، والسبب قناعات فنية باسم التدوير تارة، وإراحة النجوم - في وقت لا يستدعي الأمر ذلك - تارة، وعدم الواقعية في التعامل مع المباريات والتعامل معها كما يجب.
طريقة لعب الفتح مع الهلال معروفة قبل المباراة، وقد لعب بها الموسم الماضي ذهاباً وإياباً، لكن دياز لم يتعلم الدرس، وظل لاعبوه طوال 90 دقيقة - لعب ثلثها المنافس ناقصاً - في كر وفر بحثاً عن اختراع هدف لم يأت حتى النهاية، لماذا : لأن خيارات دياز من بداية المباراة لم تكن مناسبه (ثلاثة محاور ومهاجم وحيد)، ولأن تدخلاته جاءت غير مناسبة أو متأخرة، ولأن فريقه عجز عن تنويع مصادر اللعب، بل وساهم في بروز حارس المنافس من خلال الكرات التي يذهب معظمها بدون تركيز إلى حيث يقف!!
المتابع للهلال يتساءل: لماذا لا يسجل لاعبو الهلال من خلال التسديد بعيد المدى؟ لماذا لا يستفيد الفريق من الكرات الثابتة التي تقع في أماكن خطرة على مرمى المنافس؟ لماذا لا يستفيد الهلال من كم ضربات الزاوية التي يتحصل عليها معظم المباريات؟ لماذا يصر بعض لاعبيه على اللعب الفردي دون فائدة؟ لماذا تتواصل أخطاء بعض اللاعبين في جميع المباريات؟.... وماذا فعل دياز لوضع حلول مناسبة وكافية لذلك؟...... أسئلة تتكرر ولا إجابة!!
المرحلة المقبلة لا تقبل التفريط، ولا تحتمل قناعات لا تفيد الفريق، ولا خيارات لا تسهم في تحقيق طموحاته، الكرة في يد الإدارة قبل أن تكون في يد دياز... فللهلال ما هم فاعلون؟