علي الصحن
لا يوجد مستحيل في كرة القدم، هناك أشياء صعبة بالفعل، لكن مع حسن التدبير وبعض التوفيق يمكن تجاوزها وكسر عنادها.
في لقاء الذهاب في النهائي الآسيوي، فعل الهلال كل ما يمكن فعله في كرة القدم، لعب وهاجم وصنع الفرص ووصل المرمى، لكن الكرة رفضت أن تدخل المرمى، سوى مرة واحدة فقط!!
هنا لا بد من الإشارة إلى بعض الأخطاء التي تسببت في الهدف الوحيد للفريق الخصم، وهي أخطاء تتكرر للأسف من سالم وسلمان وعطيف، ومع ذلك عجزوا عن تجاوزها، ولا بد من القول إن ميلسي لم يكن في يومه وأن بطاقته المبكرة قد وترت الفريق المشحون أصلاً، وأن إصابة ادواردو قد هزت دياز وحساباته وأوراقه في وقت مبكر تزامن مع هدف أوراوا، لكن المحصلة في النهاية أن الهلال هو الأفضل والأجدر والأكثر حضوراً واستحواذاً ومحاولة، لكنها كرة القدم، والحظ في النهاية.
بعد غد تتكرر الجولة، ويحل الحسم، والهلال مؤهل بإذن الله لتكرار تفوقه الفني وحضوره وهز الشباك، والفريق الياباني صعب بلا شك لكن الهلال بشيء من الهدوء والتركيز سيكون قادراً على العودة باللقب.
من المهم تنبيه اللاعبين إلى عدم الوقوع في الأخطاء في وسط الميدان، مع وضع ساتر قوي في هذه المنطقة، المباراة الأولى كشفت أن الفريق الياباني يرتد بشكل سريع، ويستفيد من أخطاء وسط الهلال بشكل خطير.
من المهم أيضاً تنويع مصادر اللعب، وعدم الاعتماد على البريك لوحده في هذه المهمة، مما يؤدي إلى إنهاكه، وضرب فاعليته الدفاعية وهو ما ظهر جلياً في لقاء الرياض.
من المهم أيضاً ترتيب أوراق الدفاع، ففي الهدف الذي دخل مرمى الهلال، كان هناك مهاجم واحد مقابل أربعة، ومع ذلك اهتزت الشباك!!
قبل كل شيء يجب تحضير الفريق نفسيا وذهنيا للمقابلة، والتأكيد للاعبيه أنهم الأفضل، وأنهم قادرون على تجاوز الخصم والظروف، من الواضح أن الأمر لم يكن كما يجب السبت الماضي، وعدة مناسبات كشفت ذلك وليس المجال لذكرها لكن فرحة خربين مثلاً تؤكد حجم الضغوط التي كان عليها الفريق ولابد من تحريره منها، وهذه مهمة مشتركة بين الادارة والجهاز الفني على حد سواء.
لاعبو الهلال في اختبار حسم صعب، وهم لها متى ما كانوا في يومهم، بعيداً عن الأخطاء والفلسفة واللعب بما يفوق الإمكانيات الفنية لكل لاعب.
لا يحتاج الهلال للكثير، نتيجة الرياض لم تكن الطموح، لكنها أيضاً ليست بذات القدر من السوء، وهدف واحد فقط كفيل بتغيير كل قواعد اللعبة، ونقل الضغوط من كفة إلى الأخرى، وعندها سيكون بمقدور الأزرق أن يتحكم بخيوط المباراة، وبلوغ مراده.
في النهاية وفي مثل هذه المواجهات وبعد الصافرة الأولى يكون زمام القيادة بيد اللاعبين واللاعبين فقط، لدرجة قد تصل للتمرد على تعليمات وقناعات الجهاز الفني، فهل يقول نجوم الهلال كلمتهم، ويقودون فريقهم للذهب؟ الجميع بالانتظار.
مراحل.. مراحل
- بعض اللاعبين موهوبون، لكن موهبتهم يخدشها اللعب بطريقة غير التي يجيدونها، ومحاولة إظهار مهارات لا ينجحون في تطبيقها، ثم يتضرر الفريق.. من الحسن أن يلعب كل لاعب حسب إمكانياته وما يستطيع فعله فقط.
- ليس أصعب من إصابة ادواردو إلا اختيار بديل له خلال الفترة المقبلة.
- ياسر الشهراني مطالب بمراجعة حساباته من أجل العودة إلى مستوياته التي أهلته للمشاركة مع الهلال، فما يقدمه اللاعب هذا الموسم لا يتناسب وعطاءاته السابقة إطلاقاً.
- الهدوء مطلوب داخل الملعب وخارجه.
- نتائج المباريات ولعبة التوقعات دخل معها تفسير الأحلام على الخط، وبعض ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي وجدوها فرصة لكسب المزيد من المتابعين، لكن الأمر لا يمكن أن ينطلي على المتابع الحصيف.
- الفرحة بإصابة لاعب، غير أنها من خوارم المروءة وتعطي انطباعاً عن طبيعة الشخص وسلوكه، تكشف أيضاً ماذا يعني هذا اللاعب وماذا كان يفعل في الملعب.