د.عبدالعزيز العمر
لا زلت أتذكر مقولة للمرحوم معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير المعارف (أنذاك)، حيث قال معاليه: نحن (وزارة المعارف) وإياهم (المواطنون) في سباق، هم في الطلب ونحن في الاستجابة. إن أصعب تحدٍّ يواجهه تعليمنا في الوقت الحاضر هو التنامي الكبير في عدد السكان ( بمعدل 2.2 حالياً ويتجه للنزول)، مما يصعب معه على السلطة التعليمية أن تقدم لجميع مواطنيها تعليماً نوعياً عالي الجودة، تعليماً يستجيب بفاعلية لحاجات كل طالب لكي يواجه متطلبات العيش في عصر الألفية الثالثة.
إن أحد أهم مؤشرت جودة التعليم هو حجم الفصل (أي عدد الطلاب في الفصل الواحد)، وقد سجل هذا المؤشر التعليمي لدينا مستويات مخجله، ففي بعض الأماكن تجاوز عدد طلاب الفصل الواحد (40) طالباً، في مثل هذه البيئة الصيفيه يستحيل على المعلمين تقديم تدريس فعال لطلابهم.. مما جعل وزارة التربية والتعليم تصدر قراراً بألا يتجاوز عدد طلاب الفصل في المرحلة الابتدائية (25) طالباً، وهو ما صعب تحققه على أرض الواقع.
ومن الطريف أن بعض أولياء الأمور أصبحواً يبحثون عمن يشفع في قبول أبنائهم في مدارس ابتدائية، وهذا الأمر لم يقتصر على المدارس الحكومية، بل وشمل أيضا المدارس الابتدائية الخاصة. أريد أن أخلص في نهاية هذا المقال إلى أنه في ظل استمرار الضغط السكاني الكبير على خدمات التعليم سوف يستحيل على الحكومات أن تطور التعليم، فهي غالباً مشغولة بإيصال التعليم إلى الناس بغض النظر عن جودته، أنها مهمومة بالتشغيل اليومي للتعليم وليس بتطويره، لذا قد يكون من الأفضل فصل جهاز تطوير التعليم عن وزارة التعليم كما سبق أن تم فصل تقويم التعليم في هيئة مستقلة.