سعد بن عبدالقادر القويعي
في اللعبة الطائفية القذرة التي تديرها إيران علناً، صرّح -قائد فيلق 9 بدر- التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني في العراق «هادي العامري»، بعد أن استجمع قواه الكاملة لتحرير الفلوجة، بأنه: «سيزف للشعب العراقي في أقرب وقت عمليات تحرير الفلوجة، وعلى العائلات المتواجدة داخل الفلوجة ترك المدينة -فوراً-، واللجوء إلى مناطق آمنة»، مؤكدا -مرة بعد مرة- استمرار نموذج التجاوزات المثبت بالدم، وذلك من خلال ارتكاب آلاف المجازر الطائفية بحق المواطنين السنة؛ ولتستند تلك الخطة الإجرامية على الإستراتيجية الإيرانية القذرة التي اتضحت معالمها، وانكشفت مراميها الساعية؛ لخدمة الأهداف التوسعية الإيرانية.
استخدام إيران لأدواتها المذهبية؛ لتكون غطاء لخلافاتها القومية، والسياسية مع الدول العربية، والإسلامية، درجت من خلال الحكومات العميلة، وميليشياتها الدموية، وبأوامر تصدر لها -عادة- من سادتها في طهران؛ من أجل القيام بتحقيق اللعبة القذرة التي لم تعد خافية على متابع، غايتها تحريض مكون ضد الآخر، وضمان دعمه، وتأييده، لما ترتكبه من جرائم ضد الآخرين، على اختلاف في الاستهداف -كما ونوعاً-، وبحسب ما يخدم الأجندة الإيرانية في العراق، والمنطقة -عموما-.
أحد هؤلاء المجرمين الذين وقفوا وراء الكثير من الجرائم الإرهابية لنظام الملالي في العراق، هو هادي العامري؛ ولأنه قائد فيلق 9 بدر، الذي تم تأسيسه من قبل نظام الخميني الهالك -أثناء الحرب الإيرانية العراقية-، فإنه يعتبر أكبر كيان شيعي في العراق؛ نظير سجله الأسود، إذ لا يحظى بأي دعم شعبي؛ كونه تأسس من قِبل الأجهزة الاستخبارية للنظام الإيراني -في الثمانينات-، ولهذا السبب لم يحظ إطلاقاً بأي دعم شعبي.
قاتل إلى جانب إيران في حربها ضد بلاده في عهد -الراحل- صدام حسين، ومتهم بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق أبناء السنّة في العراق. وقد اشتهر بخطف أهل السنة، وقتلهم؛ بهدف خلق أجواء الترويع بين المواطنين، وفرض هيمنتهم في هذه المناطق. كما أنه أسّس في عامي 2005 م، و2006 م جهازا باسم الجهاز المركزي في وزارة الداخلية العراقية، حيث كانت مهمته القتل، والتصفية الجسدية لمعارضي الهيمنة الإيرانية في العراق.
تشير التقارير الدولية، بأن الرجل ساهم في تسخير الأجواء، والمطارات العراقية لصالح الأنشطة الإيرانية العسكرية غير القانونية، وجعل من العراق واجهة لأنشطة محظورة دولية، بحيث أصبح العراق الجسر، والمؤسسة التي تغسل أنشطة إيران لصالح النظام السوري، وحزب الله، وذلك من خلال تنسيق الرحلات الجوية، ولعب دور مركزي في نقل الأسلحة، -إضافة- إلى أن المعلومات المعززة بالأدلة، والوثائق الرسمية، تؤكد استحواذه على أكثر من أربعة مليارات دولار في الفترة من نهاية عام 2010 م، وحتى مطلع شهر ديسمبر 2014م.
استغلال ملالي إيران لفيلق بدر في تأسيس ميليشيات شيعية متطرفة عبر جيوبها العسكرية؛ هدفه تحقيق المخطط التقسيمي، والتفتيتي الذي يعمل عليه المشروع الإيراني من عدم استقرار المنطقة، وإشرافه -بالتالي- على عمليات العنف، والقتال التي تشهدها، -وخصوصا- في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وهو ما أكّد عليه -الجنرال الأمريكي- «جورج كيسي»، الذي وصل إلى منصب رئيس أركان الجيش الأمريكي حتى العام 2011م، والشاهد على جرائم إيران في العراق، بأن: «إيران تستخدم الإرهاب كوسيلة؛ من أجل الوصول إلى أهدافها في العراق»، واتهم النظام الإيراني بدعم ميليشيات تعمل على إشعال الطابع الطائفي في العراق، وأنها مسؤولة بالدرجة الأولى عن مقتل الآلاف من العراقيين.