سعد بن عبدالقادر القويعي
يبدو أن جهود حركة حماس لإعادة بناء علاقاتها مع إيران، وحلفائها في مسعى؛ للعودة إلى المحور الذي يربط طهران، ودمشق، وحزب الله اللبناني، يترجمه تصريح - الدكتور - موسى أبو مرزوق - أحد قادة حركة حماس -، بأن: «ما قدمته إيران من دعم للمقاومة الفلسطينية على صعيد الإمداد، أو التدريب، أو المال، لا يوازيه سقف آخر، ولا تستطيعه معظم الدول»؛ وليكون تصريحه بمثابة تقديم الغرض الدعائي لإيران، في ظل الوحل الذي تغرق فيه في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن. وما أخشاه أن يتم التقاء المصالح بين إيران، وحماس، وهو ما سيخلق فرصة للتقارب من جديد بينهما.
في ظل المتناقضات على الساحة السياسية المحلية، والإقليمية، والدولية، تحتفظ حماس في أعماقها باعتراف، وامتنان لكل ما قدمته إيران لها، - إضافة - إلى علاقتها المعلنة مع إيران، وتلقيها المساعدات الاقتصادية، والعسكرية منها؛ حتى وإن ظهر ملامح مد، وجزر خفي بين حركة حماس، وإيران، وذلك بسبب نظرتها الإخوانية الميكافيلية للعلاقة معها، وهو ما يؤكده - الدكتور - مصطفى اللداوي - الممثل السابق لحركة حماس في لبنان -، عندما أكد بقوة على: «وجود علاقاتٍ قوية بين حركة حماس، والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، إذ أن حماس تحرص على هذه العلاقات ، وتستفيد منها؛ ولعلها تكون قائمة على تبادل المصالح».
يتمثل البُعد الأيديولوجي لسياسة إيران الإقليمية، وما تبعه من دور مشبوه، لا تخطئه عين في تأجيج العنف الطائفي في المناطق الملتهبة من العالم الإسلامي، - إضافة - إلى استخدامها القضية الفلسطينية كأداة استراتيجية في تحقيق أهدافها القومية، ووصولا لاتخاذها ورقة للمساومات مع الغرب في أي تسويات في المنطقة، كما أنها تحاول التعاطي مع الواقع، واختراقه بكافة السبل الممكنة.
بالتأكيد، فإن مستقبل العلاقات ما بين حركة حماس، وإيران مرهون بعدة عوامل؛ لعل من أهمها: الثورة السورية، ومآلاتها الطائفية، والأيديولوجية، وحالة الاصطفاف المذهبي الذي لا يمكن القفز عنه، الأمر الذي سيصعد الأمور أكثر بالنسبة لحركة حماس، باعتبار أن الأخذ من مبدأ العزل في المواقف، لا يمكن أن يكون ضبابيا، ولايمكن تقديره أمام مجازر القرن التي ارتكبها - المجرم - الأسد بحق شعبه، وذلك بمساعدة دولة ملالي ولاية الفقيه.
بدل القبول بالأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها قيادة الحركة السياسي في الداخل، والخارج، والحرص على الابتعاد عن سياسة المحاور، والتجاذبات الداخلية، والخارجية ، وكل ما له علاقة بالصراعات الإقليمية؛ فغياب التحليل السياسي الواقعي لحركة حماس، جعلها تغض الطرف عن خطورة المشروع الإيراني الصفوي الساعي إلى السيطرة على المنطقة، - وبالتالي - حصول المشروع الصفوي على غطاء مقبول لدى شعوب المنطقة المسلمة.