يوسف بن محمد العتيق
في هذه الزاوية كتبت الأسبوع الماضي مقالا تحت عنوان مؤرخ الوطن لا يطرب لماذا؟!
وفي خاتمة المقال سألت: لو يكتب مؤرخ سعودي كتابا في تاريخ اليابان أو المكسيك هل يعد ذلك ذلك إضافة لليابان والمكسيك أم أنه إضافة إلى هذا المؤرخ؟!
وعلى هذا التساؤل سعدت بالعديد من التعليقات وقفت عند هذا التساؤل ومناقشته فكرة الموضوع الأساسية وهي انبهار البعض بالمؤرخ الأجنبي:
فالدكتور محمد العتيبي عالم الآثار المعروف ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الأثرية أن هذا تساؤل منطقي وفي محله.
كعادته الأستاذ عبد الله أبابطين كان جريئا في الطرح وكتب معلقا على ما كتبته بقوله
معظم كتابات المستشرقين كانت موجهة لغرض محدد من الدولة أو الجهة الاستخباريه وإن كان هناك كتابات فهي وصف مواقع أو نقل اخبار..
علما أنني لم أجد من عرف أهدافهم ووظفها لصالح وطنه مثل الملك عبدالعزيز رحمه الله
أما الدكتورة في التاريخ القديم الدكتورة هند بنت محمد التركي، فتنظر إلى ما يكتبه الأجانب عن بلادنا من زاوية التوثيق والزيارة الميدانية، فإن كان الأجنبي زار هذه المنطقة فلا بأس من الاستفادة منها، حيث علقت على هذا الموضوع بقولها :كتابة مؤرخ أجنبي. عن بلادنا. وخاصة ان وثق الكتابة بزيارة المنطقة التي يكتب عنها تعتبر. كتابة موثقه عن تاريخ المنطقة من مثل كتابات فلبي أو أويتنج يوليوس. وهي لا تعتبر. تفاخراً أو تباهياً. إن نحن أخذنا بها، والوضع كذلك. حين كتابتنا عن تاريخ المكسيك أو اليابان.
ويقول الزميل المهندس عبدالمحسن الماضي: التاريخ قراءة لماضٍ وهو أقرب للتأويل والنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة وبالتالي فالمؤرخ الذي يكتب عن تاريخ اليابان مثلا يضيف لقراءة تاريخ اليابان قراءة أخرى.
ولم يخف الدكتور عبدالعزيز السنيدي ألمه من بعض من ينبهر بالمؤرخ الأجنبي، فعلق على حديثي بقوله: فعلا الموضوع يحتاج إلى نقاش عميق.
وللأسف الشديد عقدة الأجنبي تسري في جميع المجالات العلمية.
ونحن في التاريخ الإسلامي تهمنا رواية المعاصر للحدث القريب من المكان فهي الأدق ومنها يأخذ في الأغلب بقية نقلة الحدث كما أشرت حفظك الله.
وللأسف الشديد أن البعض الآن من الأكاديميين يجبر الطلاب على تضمين البحث مراجع اجنبية حتى لو كان البحث يتحدث عن فترة مبكرة في التاريخ الإسلامي.
وللدكتور عبدالعزيز الفريح وجهة نظر في هذا الموضوع حيث يقول: موضوع جيد ذيلته بتساؤل من غير اجابة وأعتقد أنه سيضيف للبلد شيئا ولكن ليس بالقدر والدقة التي سيضيفها ابن البلد فهوأعلم بها وأهل مكة أدرى بشعابها وإضافته لنفسه أكثر وشارك التألم والتساؤل في هذا الموضوع الأستاذ والروائي عادل الدوسري بحديثه: زامر الحي لا يطرب.
ودائماً يبخس حق الشخص في بيئة قومه، إن الكاتب أو المؤرخ الذي يكتب عن تاريخ أو حضارة قوم ليس منهم، هو في الغالب لم يجد التقدير والتكريم بين قومه. «أقول في الغالب»
وربما يكون للسؤال شق آخر..
حيث أن التاريخ أيضاً يسأل:
لماذا يكتب المؤرخ عن تاريخ الآخرين ويترك تاريخ موطنه وحضاراته؟
وسعدت بعبارات الثناء على المقال من الأساتذة محمد أبا بطين، ودلال التميمي وسعد الدخيل ،فلهم جزيل الشكر ووافر التقدير.