يوسف بن محمد العتيق
سعدت مؤخراً بدعوة كريمة من معالي الشيخ عبدالرحمن أبو حيمد على شرف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وهذا ليس بمستغرب على الداعي والمدعو فلقاءات المسؤولين بالمواطنين لا تتوقف في كل وقت وفي أكثر من مكان وفي عدة صور.
لن أتحدث هنا عن النقاشات التي تمت في المجلس وهي متعددة ومتنوعة كتنوع الحاضرين وتعدد أطيافهم إلا أن حديثي هنا سيكون عن ما يهم قراء الوراق من نقاشات قد تهم كل مهتم بالتراث.
أولى جملة قالها الأمير (بعد السلام) إنه أتى للتو من افتتاح عشر حدائق في مدينة الرياض، وهذا عمل جليل تحدث عنه الأمير بحماسة وسعادة للحضور، وعند الحديث عن الحدائق في الرياض أستذكر جانباً تاريخياً عن الحدائق في العاصمة الرياض التي كانت قبل سنوات لا يوجد فيها سوى حديقة أو حديقتان أشهرها حديقة الملز، واليوم يفتتح في يوم واحد عشر حدائق بمواصفات وإمكانات كبيرة.
في هذه الصفحة وفي هذه الزاوية تحدثت مع سمو أمين الرياض الأسبق الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف بخصوص أمنية للباحثين بكتاب يوثق تاريخ الحدائق في مدينة الرياض، وبخاصة أن بعض الأخبار الصحفية وثقت أن الملك سعود رحمه الله استقبل بعض ضيوفه في حدائق الناصرية بالرياض.
وهنا أكرر الدعوة بأن نرى عملاً يوثق تاريخ الحدائق في عاصمتنا المحبوبة.
هذا أحد الجوانب التي ناقشها الأمير والمستضيف مع الحضور.
والجانب الآخر الذي ناقشه الأمير مع المستضيف معالي الشيخ عبدالرحمن أبو حيمد (وكان له وقع كبير في نفس كل مستمع للحوار) أن أبو حيمد قدم لسموه الكريم هدية تذكارية بهذه الزيارة الكريمة، وهي عبارة عن خبر صحفي يعود لفترة منتصف السبعينات الهجرية يوثق لنشأة جمعية البر في الرياض بجهود استثنائية من أمير الرياض (آنذاك) الشاب الأمير سلمان بن عبدالعزيز (خادم الحرمين الشريفين حفظه الله) وتزكية من مفتي البلاد السعودية آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم، ولجنة من أهالي الرياض تبع ذلك دعم وموافقة من الملك سعود رحمه الله.
مع الإطلالة الأولى لأمير الرياض على هذا الخبر وسماعه شيئا من المعلومات عن الخبر من المستضيف فما كان من سمو الأمير إلا أن يستعير كلمتي سلمان والبر، فيوظفهما في دعوة ويقول: (الله يعيننا على البر في سلمان) في إشارة منه إلى الدور الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين لشعبه، وبالتالي نسأل الله أن يوفقنا للبر في هذا الرجل المعطاء.
وقفت عند هذين الجانبين من هذه الأمسية لارتباطها بجانب ثقافي وتراثي، مؤكداً على أهمية هذه اللقاءات في تواصل المجتمع مع المسؤولين وتفاعل المسؤول مع مطالب المجتمع.