يوسف بن محمد العتيق
سؤال مهم أوجهه للكثير من الباحثين في تاريخ وطننا الغالي المملكة العربية السعودية لاسيما المعنيين بتنظيم الدولة في عهد الملك عبدالعزيز ومعرفة تاريخ البنية التحتية للوطن في تلك الفترة.
السؤال هو : تاريخ الدوائر الحكومية المتعددة مثل إمارات المناطق والجوازات والشرطة والصحة والتعليم والجمارك والتجارة ....الخ.
لو أردنا أن نعرف على سبيل المثال رئيس أو مدير إحدى هذه الدوائر الحكومية التي كانت تتعامل مع الجمهور في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز أو الملك سعود رحمهما الله، فهل سنجد معلومات عنه؟ ومن كان ولو أردنا معلومات أكثر عن وثائق هذه الدائرة الحكومية وطبيعة عملها في تلك الفترة فهل سنجد ما يشفي غليل الباحث المتعطش؟
في أغلب الأحيان قد تكون الإجابة بالنفي مع الأسف!!
بل حتى بعض أمراء المناطق نجد أن المعلومات عنهم شحيحة جدا، وهم يقومون بدور مهم وكبير في تحقيق تطلعات الملك المؤسس في الأيام الأولى لهذه الدولة!
تاريخ هذه الدوائر الحكومية يؤخذ من أرشيفها الورقي، وهو ما اختفى كثير منه وفقد لأسباب متعددة، ليس هنا مجال الحديث عنها، لكن أبرز هذه الأسباب في تقديري هو انتقال هذه الدوائر من مكان لآخر وعدم نقل الوثائق ثم تلفها، وسبب آخر هو أنه مع مرور السنوات تصبح هذه الوثائق عبئاً على المكان فيتم التخلص منها.
والسؤال: لو أراد أحد الباحثين أن يدرس تاريخ هذه الدوائر الحكومية، ويعرف أرشيفها ماذا عليه أن يفعل؟
الجواب هو بين خيارين:
الخيار الأول : الاستعانة بمن بقي من موظفي تلك الفترة، وهم بدون شك يتناقصون مع كل سنة إلى رحمة الله.
الخيار الثاني: الاستعانة بالصحف والمجلات التي كانت تصدر في تلك الفترة، وهي قليلة، وأخبارها تأخذ الطابع الإعلامي وهو مختصر جدا، يشكل فائدة لكنها تعتبر مدخلا للبحث، وليس نهاية البحث، وفي أغلب الأحيان هذه الأخبار بدون صور.
هنا سؤال ورجاء ونقاش لجهاتنا المعنية بتاريخ الوطن مثل دارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومؤسسة الملك سعود الخيرية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومؤسسة الملك خالد الخيرية ومكتبة الملك فهد الوطنية وغيرها من جهات في أجندتها توثيق تاريخ الوطن من خلال تاريخ ولاة الأمر، وهو تاريخ الوطن السؤال لهذه الجهات : هل من سبيل أو طريق للنقاش في هذا الموضوع وتدارك ما يمكن استدراكه في هذا الهم الوطني الكبير؟
بدون شك أن مثل هذه الموضوعات تشغل بال هذه الجهات وصدر عنهم كتب تخدم في هذا المجال، لكنها على أهميتها تفتح الطريق للباحثين ، ولا تعني نهاية الطريق.
وقبل أن نختم الحديث هنا لابد من الإشارة والإشادة بالمشروع الوطني الكبير الذي قامت عليه دارة الملك عبدالعزيز تحت عنوان مسح المصادر التاريخية، تحت إشراف ومتابعة كبيرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، وهو مشروع سيكون له أكبر الأثر في تاريخ الوطن وحفظ أرشيفه.