يوسف بن محمد العتيق
كثر الحديث في محاولة تعريف مصطلح الترفيه عند صدور المرسوم الملكي الكريم بإنشاء هيئة الترفيه، فكان لدى الكثير من الناس أقرب ما يكون للالتباس بين عمل هذه الهيئة وهيئة السياحة وأمانات المناطق التي تنظم احتفالات الأعياد والهيئة العامة للشباب ووزارة الثقافة والإعلام التي لها دور في تنظيم المسرحيات أو الإشراف عليها... وغيرها من الجوانب المرتبطة بإدخال البسمة على شفاه الناس.
ولأن هذا الموضوع حديث المجتمع بكافة أطيافه واستأثر بحديث واهتمام وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أحببت أن أنقل للقراء الكرام ملخصا لرسالة علمية قدمها الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان، ونشرتها دارة الملك عبد العزيز، تحت عنوان (الترويح في المجتمع السعودي في عهد الملك عبد العزيز)، حيث يلتقي في هذه الدراسة مكانة الجهة الناشر وهي دارة الملك عبد العزيز، وهي الجهة المعروفة بأصالتها وانتقاء ما ينشر من دراسات تاريخية وشاملة، مع مؤلِّف قدير وباحث متميّز وهو الدكتور عبد الله السدحان وهو المعروف بعدد من الدراسات الجادة التي أثرت المشهد الثقافي، يقول الدكتور السدحان في دراسته:
تُعدُ الأنشطة الترويحية التي يمارسها أفراد المجتمع ظاهرة اجتماعية تتأثر بقيم المجتمع العقدية والثقافية، والأفكار، والعادات، والتقاليد، وغالباً ما تكون الأنشطة الترويحية السائدة في المجتمع نابعة منها أو متأثرة بها. وعلى ذلك فالترويح إذا لم يستمد وسائله من البيئة التي يوجد فيها، فإنه يصبح عاجزاً عن العطاء، وعاجزاً عن تحقيق الأهداف التي يسعى إليها المجتمع، ويقصد بالوسائل التي ينبغي أن يستمده الترويح: الوسائل المادية مثل الموارد المتاحة من البيئة الطبيعية والواقع المحلي. وأما الوسائل المعنوية فيقصد بها الجوانب العقدية، والثقافية، والفكرية التي يتبنّاها المجتمع ويؤمن بها التي غالباً ما تتشكّل بناءً عليها العديد من العادات والتقاليد والأعراف التي تتكوّن على آماد طويلة، لتُصبح جزءًا لا يتجزأ من كيان المجتمع ونسيجه الخاص به.
وتختلف الأنشطة الترويحية التي يمارسها الأفراد بتأثير من متغيّرات عدة داخلية وخارجية، كما أن دوافعها ومحفّزاتها تختلف من فرد إلى آخر، وأبرز تلك العوامل: الجنس، فتختلف الأنشطة الممارسة الترويحية باختلاف الجنس، فنجد الذكور يميلون إلى الأنشطة ذات الطابع البدني التنافسي، في حين تقبل الإناث على النشاطات الترويحية الهادئة التي تُمارس غالباً في المنزل، ومنشأ هذا التباين في الأنشطة الترويحية طبيعة كل جنس، ودورُ كل منهما في الحياة واختلافه عن الآخر، كما أن العمر يؤثر في تحديد نوع النشاط الترويحي، فنجد أن النشاط البدني يتناقص كلما تقدم عمر الإنسان، ويزداد الميل لديه للأنشطة ذات الطابع العقلي والاجتماعي، كذلك مما يؤثر في تباين المناشط الترويحية المستوى الاقتصادي للأفراد والمجتمع، وكمية وقت الفراغ: وهذا العامل يؤثر بشكل كبير، وأساسي في تحديد نوعية النشاط الترويحي في المجتمع السعودي خلال الفترة التي تغطيها هذه الدراسة. وأخيراً لابد من التأكيد على أثر خصوصية المجتمع العقدية والثقافية فطبيعة المجتمع وخصائصه العقدية والثقافية، لها دور كبير وهام في تحديد نوعية الأنشطة الترويحية التي يمارسها أفراده، ولا يمكن إغفال دور هذه الخصوصية لكل مجتمع في ظهور أنشطة ترويحية تتناسب وطبيعة المجتمع، كما تؤدي خصوصية المجتمع العقدية والثقافية إلى اختفاء أنشطة ترويحية أخرى لا تتوافق وقيم المجتمع أو عاداته أو تقاليده.
ويضيف الباحث السدحان - لقد كانت الحياة السكنية لأفراد المجتمع السعودي قبل نصف قرن يغلب عليها البساطة في مظاهرها العمرانية، بدءاً من البناء وحتى الأثاث المنزلي، فكانت طريقة البناء متماشية مع ظروف العصر وخاماته، فالمنازل طينية أو حجرية يراعى فيها أن تكون ساترة من الخارج منفتحة على صحن الدار من الداخل، ويغلب على مجموع البناء في القرية أو المدينة في ذلك الوقت الجانب العسكري، وذلك بوضع سور للبلدة يحميها من أي عدوان خارجي، وهذا كان قبل توحيد الجزيرة العربية على يد الملك عبد العزيز، كما انعكس النمط العمراني السائد سابقاً على الجوانب الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وبخاصة العلاقات القرابية في الجيرة، والترابط الاجتماعي بشكل عام بين أفراد المجتمع، وكذلك الممارسات الترويحية.
من خلال تصوُّر واقع المجتمع في تلك الفترة، يمكننا أن نرسم صورة تقريبية لمعالم الممارسات الترويحية في المجتمع، ولابد من الإشارة إلى أن طبيعة المناطق في المملكة وتباينها الجغرافي، قد أثّر على نوعية الممارسات الترويحية بشكل واضح، وليس هذا فحسب، بل إن المستوى التعليمي وطبيعة الحياة الدينية التي تمتاز بها كل منطقة وأهلها، كان لها الأثر الواضح في ذلك التمايز، وسنحاول سرد تلك الممارسات بحسب المناطق، لنتمكن من تلمُّس أثر كل منطقة وبيئتها الجغرافية والاجتماعية بشكل عام على هذه الممارسات.
العاصمة المقدّسة في عهد المؤسِّس
ويقول الدكتور عبد الله السدحان: ففي منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة كان هناك توسع أكثر في الممارسات الترويحية، فالمنطقة عموماً كانت أكثر انفتاحاً على الخارج من أي إقليم من أقاليم المملكة الأخرى.. فقد كان الاحتكاك بالأجناس البشرية الأخرى في المواسم الدينية - الحج والعمرة والزيارة - خير وسيلة لانفتاح مجتمع مكة المكرمة والمدينة المنورة على ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى، لذا نجد أثر هذا الانفتاح واضحاً في حياة الفرد هناك، فكان من عادة أهل المنطقة السمر في البيوت والجلوس في المقاهي للتسلية وقضاء الوقت، وكانوا يلعبون في هذه المقاهي مختلف الألعاب التي تسليهم مثل الدومنة والطاولة والشطرنج، إضافة إلى ممارسة الغناء والإنشاد وسماعه وإن كانوا لم يستعملوا فيه الآلات الموسيقية، بل كان المغني أو المنشد يعتمد على صوته فقط دون آلات موسيقية مصاحبة، كما أنها كانت مجمعاً لسماع قارئ يسرد حكايات من كتاب (ألف ليلة وليلة) أو سيرة (عنترة) مقابل بعض المال. وكان هناك مجالس يؤمّها بعض المثقفين لتدارس مجموعات من الشعر العربي. كما وجد أنواع أخرى من الممارسات الترويحية في مكة المكرمة فهناك لعبة المزمار، إضافة إلى ما يقوم به بعض الأفارقة من ألعاب مخصوصة لهم مثل (الطنبورة) ويضرب معها بالطبل، وتقترن معها قيام بعض المشاركين بالرقص بعد أن يربط على وسطه عقوداً من أظفار الأغنام وأظلافها، فإذا رقص بها سمع لها خشخشة يطرب لها جمعهم.
ومن الممارسات الترويحية التي شاعت في منطقة مكة المكرمة، ألعاب التسلية الخفيفة أو كما تُسمى (وسائل التسلية الصامتة) وهي تتم غالباً في البيوت أو في المقاهي الشعبية مثل: النرد، والشطرنج، والكيرم، ورقة اللعب (الكوتشينا) وبخاصة لعبة (البلوت) التي هي نوع من أنواع ورقة اللعب (الكوتشينا)، ولم تسلم هذه الممارسات الترويحية من نقد بعض الكتّاب في الصحف السيارة آنذاك، باعتبار هذه الألعاب تضيع فيها الأوقات الطويلة دونما فائدة، وأنها تؤدي إلى نزاعات ونعرات بين الأصدقاء، ومن وسائل الترويح التي شاعت في وقت مبكر ممارسة الرياضة البدنية، وأول لعبة رياضية عرفت في المنطقة هي لعبة التنس، أما كرة القدم فأول من نقلها إلى المنطقة بعض الملاويين والإندونيسيين عام (1344هـ). وكان هناك احتفاء كبير بها وهناك فرق رياضية متعددة وتسمّى تجاوزاً نوادي رياضية في كل من مكة وجدة، والطائف، ومن خلال رصد أخبارها في صحافة ذلك الزمن تجاوز عددها الثلاثين فريقاً، وهي أقرب لفرق الحواري الآن.
ومن الممارسات الترويحية بخاصة في مدينة الطائف سباق الخيول العربية وسباق الجمال، وهذه الرياضة تكثر بين أهل نجد الذين قدموا إلى مكة المكرمة وأقاموا فيها، فكان لهم ممارسة شبه يومية في منطقة (العدل) شمال شرق مدينة مكة المكرمة، كما تذكر ذلك صحيفة (أم القرى)، وكان هناك عناية رسمية بها حيث تُقام هذه السباقات على شرف النائب العام الأمير فيصل بن عبد العزيز، وكانت تلك السباقات تُقام في نهاية الأسبوع بشكل دوري في ميدان (العدل) بمكة المكرمة، وكذلك بمدينة الطائف.
في الرياض الفلاح يستمتع بوقته ليلاً!
ومن ضمن ما تطرّق له الدكتور السدحان في دراسته، وسائل الترويح في المنطقة الوسطى حيث يقول:
وفي المنطقة الوسطى من المملكة، نجد أن عملية الترفيه والترويح عن النفس لدى سكان مدينة الرياض، تبدأ عادة في أبسط صورها يومياً بعد عناء العمل خاصة لدى المزارعين بعد تناول طعام العشاء من بعد صلاة المغرب، حيث يبدأ عندهم الاجتماع ويسمّى (العتمة) وهي الجلسة التي تكون عند شخص معروف، أو أنها تكون دورية بينهم كل ليلة عند شخص يجلسون ويتسامرون بأحاديث عامة، وكانت مناسبات الأعياد من أهم مجالات الترفيه عند الأهالي. ومن مظاهر الاحتفال بهاتين المناسبتين، التزاور بين العائلات وتبادل الهدايا أو منح المساعدات والصدقات للأسر الفقيرة، وذلك لإشاعة البهجة والسرور بين أفراد جميع العائلات، وفي الأيام التي تسبق العيدين مباشرة، يقوم الأطفال بالتجوُّل في الأحياء ليحصلوا على هدايا متنوعة، خاصة من الأقارب والجيران، وبعد صلاة عيد الفطر يخرج أهل كل بيت طعاماً يسمّونه (عيدا) إلى السوق، حيث يجتمع الذكور على موائد الطعام ويلحق بهم الفقراء من عابري السبيل، وكان من أوضح مظاهر الفرحة بالعيد لبس الملابس الجديدة وتوثيق العلاقات وصلة الرحم.
ومن المجالات الترويحية المتميزة في المنطقة الوسطى، إقامة سباق الخيل والهجن، فقد نشطت في مدينة الرياض حركة الفروسية، ويحضر هذه المسابقات الملك والأمراء وحشود كبيرة من أهل الرياض وجميع من يفد من ضيوف ونزلاء المدينة. وكانت تُقام أسبوعياً وبحضور ولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبد العزيز، فيذكر أحمد الكاظمي الذي عاش في مدينة الرياض خلال العام (1356هـ) أنه اعتاد الخروج كل يوم جمعة لمشاهدة سباق الخيل، وقد يحضره جلالة الملك ويشترك فيه بعض الأمراء، ومحل السباق هو شمال الرياض قرب جبل (أبو مخروق). ومن الممارسات الترويحية التي كانت سائدة في المنطقة الوسطى كذلك الفنون الشعبية، على اعتبار أن لكل مجتمع فنونه الخاصة به، وكان منها الغناء على الربابة، ويؤديه عادة شخص واحد، ويقتصر دور الباقين على الاستماع إليه. ومنها الغناء بمختلف أنواعه كالسامري والعرضة.
كما يمكن اعتبار رحلات الصيد التي كان يقوم بها بعض الأفراد من المجتمع، جانباً هاماً من جوانب التسلية عند البدوي والحضري معاً، حيث يخرج الأفراد في رحلات جماعية لصيد بعض الحيوانات كالغزلان والأرانب والطيور البرية، وغالباً ما تستغرق أكثر من يوم، ويستعدون لها استعداداً خاصاً، حيث يتزوّدون بما يحتاجونه من مأكل ومشرب وخيام، وكان لها مواسم معينة تزداد فيها هذه الحيوانات والطيور، بحسب هجرتها الموسمية من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها والعكس، كما اشتهرت بعض الأماكن في الجزيرة العربية بوفرة الحيوانات البرية كالغزلان والوعول، وكانت هواية شائعة.
كما أوضح الدكتور السدحان في دراسته أن: من وسائل الترويح التي كانت شائعة في المنطقة بين الرجال والشباب آنذاك - وما زالت - العرضة النجدية (السعودية)، وفيها يصطف الرجال ويرددون بعض الأبيات الشعرية الحماسية أو الحربية، مع قرع الطبول بترنيمات معينة، والعرضة النجدية كانت في أوقات الحرب تقام كمظهر من مظاهر الحماس الحربي، وشحذاً لعزائم المحاربين، وتعبيراً عن القوة المعنوية, وفي أوقات السِّلم ومناسبات الفرحة تقام تعبيراً عن البهجة والسرور، وغبطة الانتصار، فهي ذات مدلولين، مدلول حربي متوثب، ومدلول سلمي ترفيهي، مبطن بروح الحماس والقوة المعنوية، وفي كلتا الحالتين تُحمل فيها السيوف والبنادق وتُغنى الأغاني الحربية الحماسية وأغاني الانتصارات، وتقام بأسلوب واحد وطريقة تقليدية لا تتغير، وكان الملك عبد العزيز - رحمه الله - يقيم هذه العرضة في مختلف المناسبات، وكذلك أبناؤه ويشاركون فيها بأنفسهم بين أفراد الشعب في عرض شعبي حين تكون المناسبة فرحة، وعرض حربي حين يكون الموقف حربياً.
وإذا انتقلنا إلى المنطقة الشرقية ومنطقة الأحساء الزراعية ذات الواحات والمياه الوفيرة والعيون النابعة، سنجد ثمة اختلاف يسير في نوعية الممارسات الترويحية، حيث شيوع رياضة السباحة والإقبال عليها، نظراً لوقوع معظم مدن المنطقة على ساحل الخليج العربي، وتوفر عيون المياه المتدفقة التي تكونت عند منابعها بحيرات واسعة خاصة في واحتي الأحساء والقطيف، مما مكّن معظم السكان من إجادة السباحة والإقبال عليها، كما انتشر بين السكان بعض الهوايات المرتبطة بالبحر مثل صيد الأسماك.
كما ساعدت طبيعة المنطقة الشرقية الزراعية الخضراء، وكثرة الينابيع المتدفقة وقربها من الساحل وكثرة الكثبان الرملية والتضاريس الجبلية مثل جبل القارة، على توفير أماكن يؤمها السكان للتنزه والترويح ... فقد اشتهرت عادة قضاء جزء من أشهر الصيف في البساتين نهاراً... كما اعتاد السكان على الاستحمام والاستجمام في العيون المتدفقة المشهورة حولها صيفاً وشتاء. كما كان سكان منطقة الأحساء وبخاصة الشباب منهم يمارسون أثناء تنزهاتهم في النخيل والمزارع المحيطة بالأحساء هواية صيد الطيور، سواء بالبنادق أو الفخ أو النبيطة، وكانت نزهات النخيل تلك وارتياد العيون الجارية محببة إلى نفوس معظم السكان ورجال العلم والأدب بصورة خاصة، لذلك نظموا فيها قصائد وأشعارًا عبّروا فيها عن تعلقهم بها وإعجابهم بأجوائها الترويحية.
وفي الساحل الشرقي الطرب كان حاضراً!
كما ساد في المنطقة الشرقية الغناء الشعبي، وقد كان متأثراً بطبيعة المنطقة البحرية وكذا الزراعية، إضافة إلى أنها أضحت منطقة جذب لأجناس متعددة وصلت إلى المنطقة ونقلت معها مأثورها الشعبي، فتداخل بشكل واضح مع المأثور الشعبي المحلي، ويلاحظ ذلك في كثرة الكلمات المستخدمة والتي ترجع إلى أصول إفريقية أو فارسية أو هندية، وكذا الحال بالنسبة للآلات المصاحبة لهذا النوع من الغناء الشعبي.
أما ممارسة الرياضة البدنية، وبخاصة كرة القدم، فلم تظهر في المنطقة الشرقية إلا بعد اكتشاف النفط والاختلاط بجنسيات أخرى، فهناك من يؤرخ لبداية ظهور لعبة كرة القدم بعام ( 1358هـ-) حينما شرع عمال شركة أرامكو السودانيون والصوماليون في ممارسة هذه اللعبة وأخذها عنهم سكان المنطقة، وتمّ تأسيس أول نادٍ رياضي في المنطقة، وكانت هناك منافسات رياضية بين بعض الفرق، وقد حضر الملك عبد العزيز مباراة البطولة بين فريقي نادي الاتحاد والصوماليين عام (1366هـ-) عندما زار المنطقة وقدم كأسا للفريق الفائز، كما شرف الأمير سعود بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد استعراضاً رياضياً، وحضر مباراة في كرة القدم وسلّم الكأس للفريق الفائز حين زيارته للظهران عام (1369هـ-).
بعد هذا السرد المختصر للممارسات الترويحية التي كانت سائدة بين أفراد المجتمع السعودي خلال الفترة الماضية، يمكن استظهار العديد من الخصائص الترويحية في المجتمع، ومن ذلك: انطلاق الممارسات الترويحية في المجتمع السعودي من البيئة المحلية، إضافة إلى التزام الناس بتقاليد المجتمع وعدم الخروج عليها، بل قد يصبح لهذه التقاليد والأعراف أحياناً من المكانة منزلة كبيرة في الأنفس، وأخيراً يمكن ملاحظة أنّ الأنماط الترويحية التي كان يمارسها الفرد السعودي في تلك الفترة اتسمت بالجماعية، وهذه سمة أساسية من سمات الترويح، على أن هناك مجالات ترفيهية كثيرة تمارس في دول أخرى، ويحسن أن نفتح المجال لها بالمملكة، طالما أنها لا تتعارض مع تعاليم ديننا.