د. خيرية السقاف
تبدأ بعد أيام الإجازة الصيفية لطلاب المدارس والجامعات، وهي طويلة تمثِّل ثلث السنة أشهراً وأياماً.. وفي ظني أن فيها هدراً بالغاً لطاقات الشباب والصغار بنوعيهم, وإن يسعى كثير من المستثمرين لها في ابتكار برامج ترفيه أو دورات تدريب, أو برامج سياحة أو رحلات دراسة تبقى هذه الإجازات الدائمة الطويلة هدراً وفراغاً, وهي مفسدة لكثير من خبرات الدارسين, وتبديد لحماسهم في الاكتساب, وإرباك لنظام يومهم فيها..!
هذا لا يعني عدم جدوى الإجازات ذلك لأنها ضرورة لكل عنصر بشري يكد زمناً متواصلاً, ويبذل جهوداً متلاحقة, ويركض لهثاً لإنجاز درس وعمل..
فيها ترويح, وتخفيف, وقاعدة التعامل السليم هو أن «يروّح المرء عن نفسه» درءاً له عن كللها, وكبحاً لها عن مللها..,
فالنفس حين تكل تمل, والذهن حين يكد لا ينتج, والطبيعة في الإنسان أن يقلِّب عليها الأحوال لتعطي..
لكن ليس لشهور, بلياليها الفارغة, وأيامها السادرة..
كل اعتدال لا إفراط فيه مُثمرٌ, وكل قِسْطٍ لا تفريط معه مُجْدٍ..
لذا ينبغي إعادة النظر في شأن الإجازات, بما فيها تلك التي تنبثق فجأة خلال فصول الدراسة, ومعها يتهلهل نسيج التواصل للخبرات المقدمة للدارسين حين ينبغي أن تتماسك أركان هذه الخبرات دون ما ينازعها من الفراغات، وثغرات وقت الإجازات..!!
فالإجازات الدراسية بوضعها القائم عبء ثقيل, وهدر عظيم.