د. خيرية السقاف
بعض الناس يتاجرون بأحزانهم كأنها مكاسب, مع أن البطولة أن يقف الفاقد فوق أشلاء حزنه حين يكون المفقود في سبيل الوفاء للانتماء..!!
وهناك من يتاجر بأحزان الآخرين كأنها صيد حين يتقافز على جروحهم سخريةً, وهزءاً, ولا مبالاة..!!
وحقيقة أن النكبات في هذه الحقبة على الأرض تتنوّع, وتتلوّن, وتتفشّى..
بل تزداد ضراوةً, وفتكاً, وضرباً بجميع القيم عرض التجاهل, وحائط الخيبات..
تُنتهك المدن فتُنكب بتدميرها..!
وتُنكب الصدور فتُطعن بجروح فقدها..
الموت واحد في الجماد فناء, وفي البشر مضاءٌ..
والتجاسر بالامتعاض، والصبر أحياناً يبدو حلاً مناسباً في الإعصار حتى يمر,
وأحياناً يكون فعلاً جامحاً لرفض كل سلوك مشين للإنسان الدموي, خانق النسمة,
طاعن الإحساس..!
كل المواقف لها أسبابها, وأغلبها لا معقولة, وغير منطقية..
ولا تُقرُّها الحياة..
مع أن الحياة بنواميسها الطبيعية هي بين ظلمة ونور, وميلاد وموت, ومكسب وخسارة, وبقاء وفناء..
لا غريب فيها إلا إنسانها..
وقد وسمه الذي خلقه بأنه في كبدٍ, ذلك لأنه يصارع من أجل نفسه في شتى التوجهات, وبأي الوسائل, وعن أي السبل..!!