د. خيرية السقاف
تواصل وزارة الداخلية بقيادة ربَّان الأمن, حارس البلاد, أمين الأسوار, والأسرار, محمد بن نايف جهودها المتقدمة بجميع مسؤوليها لتطوير العمل الأمني بشرياً, وإلكترونياً, وقيَميَّا, فبالأمس قرأنا خبر تخريج نساء تدربن على الدفاع عن النفس, ومكافحة الشغب برتب عسكرية مختلفة, يعملن في السجون, وفي منافذ الجوازات بالمطارات, وسواها من المواقع التي أتاحت فيها الوزارة للعنصر البشري النسائي من الوجود للقيام بالدور الوطني المنوط بهن.
واليوم نقرأ عن إنشاء «المركز الوطني للعمليات الأمنية المشتركة» ودوره استقبال البلاغات المختلفة لجميع مرافق وأقسام الأمن في موقع موحَّد يعد الأكبر والأوسع والأشمل في الشرق الأوسط, إذ يديره أكثر من 1600 ضابط وفرد بحسب نص الخبر, ترتبط به «1800» كاميرا مراقبة لجميع الحالات الأمنية, في جميع مرافق الوطن, وهو مشروع أمني على درجة بالغة الأهمية لاحتوائه على جميع مرافق المليات بغرفها المختلفة التي كانت موزعة كلاً في موقع يرتبط بالوزارة فأنشئ هذا المركز الشامل بسعته وإمكاناته وإعداداته المكينة ليضم جميع هذه الغرف, ويوحّد الاتجاه, ويحدد للمبلغين جهات الاتصال على الرقم الخاص بمختلف البلاغات في هذا المركز الأمني الوطني «911».
إن هذا المركز جهداً, وفكرةً وتنفيذاً لمنجز على درجة بالغة في الأهمية, تأتي تجهيزاته المهمة بشاشتي المراقبة «العملاقتين» القائمتين فيه أكبر وسائل المراقبة الأمنية في الشرق الأوسط, وبكل ما أتيح لأفراده العاملين من تدريب, وتأهيل، بل تمكين من اللغة الإنجليزية, وبأهدافه بعيدة المدى, وبمواكبته لحاجة الوقت, ومناسبته لطوارئ الأمن في الأوضاع التي تعترض سلامة المجتمع, ووجود عناصر فاسدة فيه, إلى جانب طبيعة التطورات التي تسعى إليها وزارة الأمن والسلام, وطمأنينة الوطن, وراحة العيون, والأفئدة يحقق نقلة نوعية جادة, وفارقة, في مجال الأمن الوطني..
يبقى للأفراد في المجتمع, أن يتعاونوا، بل يجعلوا من أنفسهم عاملين مخلصين مع متاحاته, يوقظون مع عيونهم جوارحهم, ومشاعرهم, بل ضمائرهم, وعزيمتهم,
يدربون صغارهم على مفهوم أمن الوطن, وقيمة السلام فيه, ومعنى أن يكون نقياً بين عيونهم..
فكل حس يقظ في الأفراد هو وقود حيوي لعمل هذا المركز ..
لا فضل لأحد من أبناء الوطن وهم يجندون أنفسهم للإخلاص حين يكون الفضل لله وحده في حفظ هذا الوطن, وتمكينه من سلامة الصدور, وتوحّد الجهود, وأثرة التعاون, وصدق المواطنة..
التحيّة واسعة وعميقة للجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة, وبهذا المركز العملاق من ثم, الذي توحدت فيه غرف العمليات تحت مسمى واحد بعد أن كان» مركز القيادة والسيطرة والتحكم» ليكون بقرار محمد بن نايف في ذي الحجة الماضي تحت هذا المسمى الشامل وبهذه الإمدادات البشرية, والنوعية, والتجهيزات النموذج الأوحد في الشرق الأوسط بشموله لمراكز العمليات الأمنية.