إبراهيم بن سعد الماجد
وما زال الحديث يدور في كل وسائل إعلامنا عن رؤية المملكة 2030, وما زال المواطن بحاجة إلى مزيد من الوقت والكثير من الاطلاع على هذه الرؤية, التي تحدث عنها الكثير, من مُكثر في الثناء ومقل.
لكنني في هذه المقالة التي آمل أن تجد طريقها لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية, لا غروراً بما أكتب, ولكن طمعاً في أن أكون مشاركاً ولو بالقليل في خدمة وطني وشباب وطني.
في كثير من تفاصيل هذه الرؤية تركيز على الشباب بشكل مباشر وغير مباشر, ويكفي أن كثيراً من ملفات التنمية بيد الشباب الذين رأى ولي الأمر بأنهم هم القادرون على الرقي بالوطن في هذه المرحلة للدرجات المأمولة,
قلت في مقالة سابقة أن وجود ما أسميتهم بالحكماء بين صفوف هؤلاء الشباب ضرورة وليس ترفاً, ولذا من الأهمية بمكان وجودهم في المجلسين, مجلس الشؤون السياسية ومجلس الشؤون الاقتصادية.
اليوم أحكي لكم عن شباب القصيم, الذين أكرمني سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم بأن أكون من قريب من أهل هذا المنطقة وأطلع على مشاريع سموه الرائدة والمتقدمة التي كلها في خدمة هذه المنطقة وأهلها. قبل ذلك لنتعرف على الشاب القصيمي الذي هو مثار إعجابي, بل وإعجاب كل من يطلع على سيرهم, ويشاهد حراكهم, هم شباب مثل كل شباب الوطن, لكنهم يختلفون في كونهم لا يستقلون أي عمل, فتجد صغيرهم يعمل في السوق مساعداً للآخرين في نقل مشترياتهم, وكبيرهم في عمل خارج وقت دراسته مهما كان شاقاً ومرهقا.
هذا هو سر تفوق الشاب القصيمي, وهذا هو سر وجود الشريحة الأكبر من رجال الأعمال من هذه المنطقة.
قبل أكثر من سبع سنوات أطلق سموه عندما كان نائباً لأمير القصيم جائزة سميت بجائزة الشباب العصامي, وما ذلك إلا إيمان من سموه بأن الشباب هم عماد الوطن, ولذلك فإن دعمهم وتشجيعهم مهمة أساسية عند سموه.
حققت هذه الجائزة نجاحات عظيمة وصلت نتائجها لخارج الوطن, فقد صار بعض من نالوا هذه الجائزة من رجال الأعمال الذين صار لنشاطهم فروع خارج المملكة.
شباب القصيم الذين راهن عليهم أميرهم نجح في الرهان فصاروا مضرب المثل.
في النسخة السابعة من الجائزة كان ضيف الشرف دولة رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد الذي حاضر عن تجربته, وهذا يُعد أكبر تكريم معنوي للشباب, بأن تدعى هذه القامة للالتقاء بهم.
رؤية المملكة 2030 أرى أن تطلع على تجربة أمير القصيم فيما يخص الشباب وتطويرهم, ولماذا شباب القصيم من بين شباب المملكة لهم حضورهم التجاري المميز؟ ولماذا المرأة القصيمية ناجحة أيضاً في مشاريعها الأسرية.
بالأمس القريب كان الأمير في حفل هيئة السياحة والتراث الوطني بعنيزة وكانت المرأة هي الحاضرة في برنامج أهالينا هذا المشروع المشترك بين القطاع الخاص وهيئة السياحة في تدريب عدد من النساء على بعض الحرف اليدوية التي يتوقع أن تحقق منها دخولاً مادية مجزية.
تجربة أمير القصيم وشباب القصيم أعتقد أنها جديرة بأن تدرس لنستفيد منها في كل الوطن, فلا نجاح لأي خطة دون نجاح لشباب الوطن وإيمانهم بما يقدم لهم.
حري بأن يطلع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية على مشاريع سمو أمير القصيم الموجهة والخادمة للشباب وما حققته من نتائج مهمة, وهي بالطبع ليست الشباب العصامي فقط, بل أكثر من ذلك بكثير.