إبراهيم بن سعد الماجد
عُرفت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها إلى هذا اليوم بإعلام له لغة واحدة لا تتبدل ولا تتغير مهما كانت الظروف, ومهما كانت الأزمات.
في أوج الخلافات مع بعض الأنظمة كانت لغة إعلامنا كما هي لغة ساستنا, لغة الحقائق, لا لغة البذاءة أو الافتراء.
أقرأ بين الفينة والأخرى كما أسمع لبعض الإعلام الذي لدولته خلافات مع دولة أخرى, فلا أجد إلا البذاءة والتهم التي تكال جزافا! حتى بلغ ببعض هذه الوسائل أن تتجرأ على خصوصيات الآخرين دون مسوغ.
كل هذه الوسائل تدعي بأنها تعمل وفق ميثاق شرف إعلامي!! بينما واقعها يكذب ذلك جملة وتفصيلا.
في المملكة العربية السعودية لا نضخم من ذواتنا, ولا ندعي ما لا نملك, بل إننا كثيراً ما نقصر عن كثير من حقوقنا, وهذا نابع من تربية إعلامية تربت عليها المؤسسة الإعلامية السعودية من قمة هرمها - وزير الثقافة والإعلام - إلى أصغر محرر في وسائلنا الإعلامية, فلسنا ممن يجيد السب ولا الشتم ولا البذيء من القول والفاحش من الفعل.
منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله وإلى هذا العهد المبارك, وسياسة بلادنا الإعلامية ثابتة, منهجها عدم الدخول في مهاترات تسيء أكثر من أن تفيد, أتذكر أن الملك الراحل فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي عُرف بحضوره الإعلامي المميز كان دائماً يؤكد على عدم الدخول في مهاترات إعلامية لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة.
المملكة اليوم تخوض أكبر وأضخم حملة إعلامية وعلى عدة محاور, ومع كل ذلك لم نسمع كلمة نابية من مسؤول أو قناة أو إذاعة رسمية, بل كل ما نسمع حقائق وأرقام لا يمكن إلا أن تكون عامل وحدة وتعاون في سبيل خير هذه الأمة.
المملكة العربية السعودية لديها إيمان كامل بأن الحقيقة لا يمكن أن يحجبها مأفون بصوته العالي, أو ببذاءته اللفظية, ولذا فهي من الدول القلائل التي حققت انتصاراتها بالأفعال لا الأقوال, بينما الذين نهجوا نهج - الزعيق - بقوا كما هم.
إن إعلامنا الرسمي يُعد بكل المقاييس الأنقى في لغته, والأصدق في معلومته, وأعتقد أن منبع ذلك كوننا نتكئ على نظام إعلامي يستمد قوته من ثوابت دينه.
أقول ذلك وأنا أعلم بأن الطموح أكبر من الواقع, بل إنني أعلمُ بأن القيادات الإعلامية في وزارة الثقافة والإعلام ليسوا راضين عن الأداء كامل الرضا, كما أعلمُ بجهود تُبذل من أجل نقلة نوعية في رسالتنا الإعلامية, وخاصة الموجهة للخارج, وأعني وكالة الوزارة للإعلام الخارجي تحديداً, وهذا بلا شك مطلب مهم, وجدير بالكثير من العناية والحرفية, وأعتقد أن تدشين وزير الثقافة والإعلام منذ فترة هوية وكالة الأنباء السعودية وبوابتها الإلكترونية التي تعمل بعدة لغات يأتي في هذا الاتجاه, ويُعد من خطوات الوزارة في مخاطبة الآخرين بلغاتهم.