إبراهيم بن سعد الماجد
عقود طويلة مرت والشعوب العربية تعاني العديد من القيود التي فرضتها ظروف المنطقة الجيوسياسية والعامل الخارجي المؤثر باستمرار في الحد من حركة الشعوب للبناء والتنمية وتحقيق حلم الوحدة العربية بين شطري الوطن العربي شرقية وغربية، حتى أصيبت الأمة بالشعور بالإحباط الكبير بعد هزيمة 1967 وما سمي بعام النكسة العربية مما زاد من انكماش الدول وانكفائها على نفسها، وتعطلت الكثير من المشاريع الحيوية والأحلام الكبيرة التي كانت تراود شعوب العالم العربي في الوحدة والتنمية والعلاقات البينية القوية القائمة على البناء والنهضة المشتركة، ورغم وجود بعض الإشراقات, هنا وهناك, ولكنها كانت كلها تصب في مصلحة الدول القطرية, ولم ترقَ لمستوى الطموح الكبير في أن تتحول لمشروعات عربية كبيرة. حتى حانت اللحظة التاريخية التي توجها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بأكبر مشروع عربي يربط بين شطري الأمة عرب آسيا وعرب أفريقيا، ذلك الحلم الكبير، وتلك الأماني العراض التي راودت الأجيال عقب الأجيال منذ ثلاثينات القرن الماضي، ذلك الحلم وتلك الأماني تتحقق الآن على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه في أول خطوة تاريخية استراتيجية من نوعها وفي أكبر مشروع وأمتن رابط قومي يشهده التاريخ الحديث للعالم العربي والمتمثل في بناء أكبر جسر بري والأول من نوعه على البحر الأحمر تلتقي فيه آسيا بأفريقيا من جديد، هذا الجسر الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في زيارته التاريخية لجمهورية مصر العربية، مؤكدا بالقول أن (هذا الجسر البري سيرفع التبادل التجاري بين البلدين، وسيشكل منفذا دوليا للمشاريع الواعدة بين البلدين، ويربط بين شبه جزيرة سيناء وشمال غرب المملكة، بطول من 7-10 كيلومترات فوق الماء، والجسر سيشمل خط سكك حديدية لقطار شحن، ويوفر البضائع الخليجية والأوروبية أياما كانت تستغرقها للوصول إلى مصر ومنها إلى الدول الأوربية).
هذا المشروع العملاق سيربط مصر من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، ويبلغ طوله 50 كم، ومن المخطط أن يتم تنفيذه خلال مدة قد تصل إلى 7 سنوات بتكلفة تصل إلى 4 مليار دولار.
ومن المقرر أن يمر جسر الملك سلمان من منطقة تبوك إلى جزيرة صنافير ثم جزيرة تيران ثم إلى منطقة النبق، أقرب نقطة في سيناء.
أخيراً سيلتقي عرب آسيا بعرب أفريقيا ولأول مرة دون حواجز وعوائق جيوسياسية منذ احتلال إسرائيل للأراضي العربية في 1948 وحتى الآن، فتلك كانت إرادة العدو الإسرائيلي في أن يفصل بين العرب ويقيم الحدود والحواجز ليفصل بينهم برا ويجعلهم يعيشون على ضفتين شرقية وغربية في عزل مقصود ومدبر لخلق انفصال حضاري بين الأمة الواحدة، ولكن إرادة الملك سلمان كانت أقوى وأمضى، فبوعيه السياسي العميق وانتمائه العربي الحقيقي أراد أن يفعل ويحقق حلم الشعوب العربية، فبإرادته القوية وعزيمته الماضية وحزمه وعزمه الذي عرف عنه فها هو يحقق أكبر إنجاز حضاري من نوعه في حياة الأمة ويطوع حقائق الجغرافيا والتاريخ لصالح الشعوب العربية.
تلك كانت ثمرة من ثمار الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله» والتي كتبت تاريخا جديدا في العلاقات بين البلدين، والعلاقات العربية، والدولية التي يمكن أن تكون أكثر عمقا من خلال تعزيز المصالح المشتركة وتوجيه بوصلة العلاقات الى أبعاد شاملة للتشاور السياسي والعوائد الاقتصادية والاستثمارية، فضلا عن تأصيل المحبة الشعبية وربط الشعوب.
كانت تلك الزيارة أول زيارة رسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة، وكان في استقباله «حفظه الله» الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبدا واضحا الاهتمام الرسمي والشعبي بضيف البلاد الكبير طيلة أيام الزيارة التي امتدت لخمسة أيام, حيث شهدت شوارع وميادين القاهرة حضورا شعبيا كثيفا ترحيبا بالملك سلمان، بما يعكس محبة أهل مصر العميقة للقيادة السعودية، ومحبة القيادة السعودية لأهل مصر منذ أن زارها لأول مرة الملك المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1946م, تلك المحبة التي عبر عنها الملك عبد العزيز للشعب السعودي بعد عودته من تلك الزيارة التاريخية واصفا الحفاوة البالغة التي لقيها أثناء زيارته لمصر من مليكها وحكومتها وشعبها بقوله : « ليس البيان بمسعف في وصف ما لاقيته، ولكن اعتزازي أني كنت أشعر بأن جيش مصر العربي هو جيشكم، وجيشكم هو جيش مصر، وحضارة مصر هي حضارتكم، وحضارتكم هي حضارة مصر، والجيشان والحضارتان جند للعرب».
بتلك الكلمات المعبرة ذات الدلالات الوحدوية المبكرة والبعد الاستراتيجي في نظرة الملك المؤسس،تلك إذن محبة قديمة متجددة لا تؤثر فيها العواصف السياسية التي تهب حينا بعد حين، لذا كانت مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي وجدت اهتماما متزايدا من القيادات السعودية المتعاقبة لإدراكها لبعدها الإقليمي وأهميتها الاستراتيجة للعروبة والإسلام، وقد أولى الملك سلمان بن عبد العزيز أهمية كبرى لهذه الزيارة التاريخية التي تعددت أجندتها طوال أيامها الخمس من الخميس31 مارس الى الاثنين 11 أبريل الجاري، لتشمل كل المجالات الحيوية في علاقات البلدين الشقيقين، بما يجعلها زيارة فريدة يسجلها التاريخ، بدأت بترحيب تفاعلي من الرئيس المصري بخادم الحرمين الشريفين، قائلًا: «أرحب بأخي على أرض وطنه الثاني».
وغرّد السيسي، في حسابه على تويتر قائلاً: أرحب بأخي جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، على أرض وطنه الثاني مصر، ثم دشن وسما تحت عنوان #مصر_ترحب_بالملك_سلمان.
وعقب وصول الملك سلمان إلى القاهرة كتب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تغريدة قال فيها: لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها.
وقد توجت المشاورات والمباحثات بين قيادتي البلدين بنتائج حاسمة وذلك بتوقيع أكثر من 27اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، في كافة المجالات، بينها التعليم والثقافة والإسكان والزراعة، إضافة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، وتتضمن تلك الاتقافيات: توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين السعودية ومصر، واتفاقية مشروع جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمدينة الطور ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء، وتستهدف إنشاء جامعة الملك سلمان بتكلفة 300 مليون دولار يرافقها عدد من المشروعات التي تحقق أهدافا عدة في إطار التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء وتوفير بيئة تعليمية متميزة.
وتوقيع اتفاقية مشروع التجمعات السكنية ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء، كما تم توقيع اتفاقية بشأن مشروع تطوير مستشفى قصر العيني، وذلك بقرض ميسر قيمته 120 مليون دولار على مدى 20 عاما من الصندوق السعودي للتنمية، وتشمل عملية التطوير وحدات الرعاية المركزة وتطوير الأقسام وتزويد المستشفى بمعدات طبية حديثة، وإنشاء أقسام جديدة وتطوير وحدات الطوارئ، فضلا عن إنشاء وحدات تخصصية جديدة بمعظم المجالات الطبية.
كما وقع الجانبان السعودي والمصري اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، ولمنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل، ووقعت اتفاقية بشأن مشروع محطة كهرباء غرب القاهرة، بقيمة 100 مليون دولار لزيادة إنتاج وقدرات المحطة، حيث تبلغ قدرة المحطة650 ميغاوات، ومن المنتظر بداية تشغيلها في نوفمبر 2019 بتكلفة إجمالية 700 مليون دولار.
كما وقعت اتفاقية للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين السعودية وحكومة مصر، وتوقيع اتفاقية تعاون في مجال النقل البحري والموانئ، وتهدف للتعاون المشترك في مجال الموانئ والنقل البحري.
ووقعت مذكرة تفاهم في التعاون بالمجالات الزراعية، وكذلك التعاون في مجال الكهرباء بتوقيع مذكرة تفاهم تنفيذية في مجال الكهرباء، كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان.
كما وقعت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التجارة والصناعة، وتوقيع مذكرة تفاهم في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ووقعت مذكرة تفاهم في مجالات العمل بين حكومة السعودية ومصر، وبرنامج تنفيذي تربوي تعليمي بين وزارة التعليم في السعودية ووزارة التعليم في مصر، وأخرى اتفاقية للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة والإعلام في السعودية ووزارة الثقافة بمصر، وبرنامج تنفيذ للتعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون بين حكومتي السعودية ومصر.
وفي لفتة استثنائية لم تحدث من قبل لأي رئيس عربي أن يخاطب البرلمان المصري وقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مخاطبا الشعب المصري كله ممثلا في نوابه عبر البرلمان ليؤكد لهم حرصه في أن يصل صوته لكل فرد مصري في موقعه وفي لحظة تاريخية نادرة ومعبرة قال خادم الحرمين الشريفين أمام البرلمان المصري، أن التعاون مع مصر سيعجل بالقضاء على الإرهاب.
وقال خادم الحرمين الشريفين «إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في هذا اليوم الذي أسعد فيه بلقائكم في مجلسكم الموقر».
وأضاف أن مجلس النواب المصري وعلى مدى سنوات طوال أسهم في تشكيل تاريخ مصر ووجهها الحضاري الحديث في مختلف جوانبه.
وقال «أود التأكيد على الدور المؤثر لمجلسكم في تعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا الشقيقين».
كما قال «إن القناعة الراسخة لدى الشعبين السعودي والمصري بأن بلدينا شقيقين مترابطين، هي المرتكز الأساس لعلاقاتنا على كافة المستويات».
وأضاف الملك سلمان «لقد أسهم أبناء مصر الشقيقة منذ عقود طويلة في مشاركتنا بالعمل والتنمية والبناء، ولا يزال بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية يسعد باستضافتهم».
وقال «إن معالجة قضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تتطلب منا جميعاً وحدة الصف وجمع الكلمة، ويعد التعاون السعودي - المصري الوثيق الذي نشهده اليوم - ولله الحمد - انطلاقة مباركة لعالمنا العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال، وانتهاجاً للعمل الجماعي والاستراتيجي بدلاً من التشتت، وقد أثبتت التجارب أن العمل ضمن تحالف مشترك يجعلنا أقوى، ويضمن تنسيق الجهود من خلال آليات عمل واضحة».
وأضاف «من المهم أن تتحمل السلطات التنفيذية والتشريعية في دولنا مسؤولياتها الكاملة تجاه شعوبنا ومستقبل أمتنا، وأن نتعاون جميعاً من أجل تحقيق الأهداف المنشودة المشتركة التي تخدم تنمية أوطاننا».
وقال «إن لدى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما».
وأضاف خادم الحرمين «خلال اليومين الماضيين تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والعقود الاستثمارية، كما اتفقنا على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين، وسيربط من خلالهما بين قارتي آسيا وإفريقيا، ليكون بوابة لإفريقيا، وسيسهم في رفع التبادل التجاري بين القارات، ويدعم صادرات البلدين إلى العالم، ويعزز الحركة الاقتصادية داخل مصر، فضلاً عن أن هذا الجسر يعد معبراً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، وسيتيح فرص عمل لأبناء المنطقة.
وقد كان من ثمرات الجسر الأولى ما تم الاتفاق عليه بالأمس للعمل على إنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء، وهذا سيساعد في توفير فرص عمل وتنمية المنطقة اقتصادياً، كما سيعزز الصادرات إلى دول العالم، وسنصبح أقوى - بإذن الله - باستثمار الفرص التي ستنعكس بعائد ضخم على مواطنينا وعلى الأجيال القادمة».
وقال الملك سلمان «إن المهمة الأخرى التي ينبغي أن نعمل من أجلها سوياً تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الذي تؤكد الشواهد أن عالمنا العربي والإسلامي هو أكبر المتضررين منه، وقد أدركت المملكة العربية السعودية ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة، فتم تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وتنسيق الجهود بما يكفل معالجة شاملة لهذه الآفة، فكرياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً.كما أننا نعمل سوياً للمضي قدماً لإنشاء القوة العربية المشتركة».
واختتم خادم الحرمين الشريفين كلمته في البرلمان المصري بقوله: «أسأل الله عز وجل أن يديم على بلداننا نعمة الأمن والأمان، وأن يزيد من تماسك أوطاننا العربية والإسلامية، إنه ولي ذلك والقادر عليه».
لاشك أن تلك الزيارة ستظل محفورة في ذاكرة الشعوب العربية جميعا وليس الشعبين المصري والسعودي فقط لما قدمته من انطباعات في نفوس الجميع وما حققته من نتائج ستظل آثارها باقية لعقود طويلة من الزمن ولما لها من دلالات إستراتيجية كبيرة والتي وصفها المراقبون بأنها نوعية وتاريخية لأنها ستمهد لبناء واقع عربي جديد وبسمات وملامح مختلفة لما سيكون عليه العالم العربي بعد هذه الزيارة الفاصلة والتي عملت على تلبية الكثير من الطموحات والتطلعات الاقتصادية والتنموية لكلا الدولتين مما يساهم في تحقيق الاستقرار، وبالتالي التصدي لكل القوى الإقليمية الطامعة والساعية لفرض نفوذها في المنقطة العربية.
زيارة بهذا الحجم الكمي والكيفي, لا يمكن أن تكون بعد توفيق الله إلا بقيادة رجل يعي دوره في أمته العربية والإسلامية, ذلكم هو سلمان بن عبد العزيز, الذي أعاد للأمة هيبتها, وأعاد للأعداء سهامها في صدورها, بعد أن كانت بين قوسين أو أدنى في أن تكون في خاصرة الأمة, ضاربة بسهامها مفرقة للشعوب, وآكلة للأوطان.
في مقابلات تلفزيونية خلال مرافقتنا لخادم الحرمين الشريفين, وفي زياراتنا للكثير من المؤسسات الثقافية والإعلامية المصرية, كانت لغة السؤال قبل لغة الجواب هي الفرحة بهذه الزيارة الملكية التاريخية, بل أن الكثير كان يقول أنها ليست تاريخية فحسب بل هي أبعد من ذلك.
ولعل المتابع لهذه الزيارة يلحظ هذا أمراً مهماً ألا وهو الاهتمام العالمي بها, فقد أفردت لها قنوات عالمية مساحة كبيرة من وقتها لتغطيتها, وقراءة نتائجها, مما يؤكد بأنها حدث مهم ليس على مستوى الدولتين أو المنطقة فحسب, وإنما على المستوى العالمي, وما ذلك إلا لأثرها الكبير على كافة المستويات سواء الاقتصادية أو التجارية أو السياسية، وكذلك الاجتماعية.
أن الدور الآن على الإعلام في أن يكون داعماً للاستقرار, مبرزاً للإنجاز, صادقاً في التوجه نحو توحيد الصف, واعياً لخطط المغرضين والمتربصين.
إذاً.. التاريخ يفتح صفحاته ليكتب سلمان بن عبد العزيز بقلمه تاريخاً جديداً لأمته العربية والإسلامية.