عبدالله بن محمد السعوي
حَمْل كلام المخالف - أوموقفه الفقهي بشكل عام - على غير وجهه هوالسبب الذي يقف خلف كثير من ألوان الأذى الذي طال أئمة عظاما حيث تمت الإساءة إليهم في حياتهم وامتدت الإساءة إليهم بعد مماتهم بل وإصدار سلسلة من الأحكام التبديعية والتكفيرية ضدهم ولوتأملت مثلا في سيرالأئمة الأربعة لوتأملت في مسيرة هؤلاء الأفذاذ وتلك الكواكب المتلألئة في سماء المعرفة الفقهية لوجدت الجميع عانى من تلك القراءات المبتسرة والتأويلات التعسفية تارة من قبل السياسي وتارة من قبل الجماهيري وتارة من قبل الأقران فقد كانت التأويلات الإسقاطية قائمة على قدم وساق وعلى نحو جعل هؤلاء الأعلام محلا للإدانة ووقودا للنقد والخصومة باستمرار,فهذا الإمام أبوحنيفة الذي قال عنه الشافعي:»الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه»انظر(فضائل أبي حنيفة لابن أبي العوام 123,122)هذا الامام كما تقررفصول سيرته كان عرضة للاتهامات الجائرة والرمي بالكفروالبدعة وادعاء أنه يقول بفكرة الإرجاء المطلق - مع أن إرجاءه مقيد! - ولاقى في سبيل ذلك ضروبا من الحيف والعنت ولذا يقول عنه عبدالله بن داود الخُرَيبي :»الناس في أبي حنيفة رجلان:جاهل به,وحاسد له,وأحسنهم عندي حالا:الجاهل»(تاريخ بغداد13/364)
وهذا الامام مالك صاحب الموطأ الذي قال عنه الشافعي «: ما أعلم في الارض كتابافي العلم اكثرصوابا من كتاب مالك»(الاستذكار1/12) هذا الامام تواطأ ضده الخصوم محاولين حجب أطروحته الفقهية حتى لاتخترق الوعي ولذا تمت الوشاية به من قبل حساده عند أبو(على الحكاية أفصح) جعفرالمنصوروذلك حينما أفتى مالك بأنه»ليس على مستكره طلاق» فوظِفت هذه الفتوى كبوابة عبورلإسقاطه وضُخمت إيحاءاتها السلبية وبطريقة تم فيهاالتقوي بالسلطة واستعداء السياسي ومن ثم بدأت فصول المحنة القاسية ومشاهد التجربة المريرة التي تواردت على نقلها كتب التاريخ!
وهذا الامام الشافعي الذي دشن حركة تصحيحية بامتياز وذلك حينما لعب دورا مركزيا بالغ الأهمية في التفكيك من حدة الاستقطاب والتقليل من حدة صخب الخلاف وضجيج الجدل بين أهل الحديث ومدرسة الرأي أيضا هوالآخرلم يسلم من التوظيف المغرض وقالة السوء,هذاالإمام الذي وصفه الامام أحمد بالفيلسوف:»فيلسوف في أربعة أشياء:في اللغة واختلاف الناس والمعاني والفقه»كما في (مناقب الشافعي للبيهقي 2/41) هذاالامام رُمي بالتشيع واتهم بالاعتزال
.... يتبع