عبدالله بن محمد السعوي
نظراً لما توليه من عناية بالغة بالكتب والمخطوطات والرسائل العلمية التراثية النادرة أضحت «دار النفائس والمخطوطات» ذات قيمة ثقافية عالية وباتت تشكل عنصراً أساسياً ما زال يتنامى بروزه في المشهد المحلي وفي الإطار القصيمي على وجه الخصوص.
هذه الدار تشكلت نواتها الأولى بفكرة من الأستاذ الفاضل/عبدالملك البريدي فكرة رأت النور وتجسدت مشخصة نراها على أرض الواقع ونلمس ما توليه من اهتمام بما تركه العلماء من آثار علمية وما خلفوه من كتب ومخطوطات وسير ذاتية تسعى الدار إلى تحقيقها ونشرها وتسويق أدبياتها وإبراز مكنوناتها وإيقاف الباحث الجاد على ما تحويه تلك الأوعية المعرفية من زاد تراثي يلهم المتلقي ويفتح آفاق وعيه على ألوان من الكنوز التراثية التي طواها أوكاد أن يطويها النسيان!
جهاد دؤوب وجهد متواصل وجد متصل وممارسات حثيثة تضطلع بها تلك الدار لنشر المعرفة واستخراج الثراث واستدعاء أحداثه واستحضار شخوصه وتذليل عوائق البحث وتيسير سبله أمام عشاق الكتاب ومحترفي القراءة الممنهجة.
أيضاً الدار لها حضور عبر الإعلام الجديد حيث تقدم برامج إعلامية مرئية قائمة على التنوع منها على سبيل المثال برنامج «كنت معهم» وهو برنامج يعتني بالشخصيات العلمية يوثق مسيرتها ويرصد خط سيرها المعرفي ويُبرز جوانبها الأكثر فاعلية في الساحة، وقد جرى التطرق لعدد من الشخصيات في هذا المجال من أبرزها الشيخ صالح الخريصي والشييخ صالح البليهي والشيخ المحدث عبدالله الدويش والشيخ الخطيب محمد بن علي السعوي - رحمهم الله - وهناك برنامج «رقائق» وهو بر نامج ذو طابع وعظي يستهدف تحريك الوجدان واستجاشة العواطف وإحياء الحس الأخروي في الأذهان, وهناك برنامج «ومضات» الذي يقدمه بعض النخب الثقافية, وهكذا عدد من البرامج المثرية والفعالة والتي توفر الأسس لقراءة الماضي والإفادة منه من جهة وتأمين قواعد لوعي الحاضر وفهم حيثياته وإدراك طبيعة العلاقة الحاكمة بين العناصر المركزية المؤثرة فيه من جهة أخرى.
بيْد أنه لابد من الإشارة هنا إلى أن الدار ولكي تمارس تألقها وتواصل ألقها لابد لها من الدعم, ومن هنا ومن خلال هذا المنبر الإعلامي الفاعل أنادي وأخاطب الأثرياء والتجار وذوي اليسار وكثير ممن نتوسم فيهم الخيرية والتوق للبذل والإثراء أدعوهم لتقديم ما يستطيعونه من الدعم المادي الذي سيفتح - بالتأكيد - للدار آفاقاً أرحب للنمو والتوسع وسيفتح أمامها فرصاً أعمق في مجال خدمة التراث وإفادة الباحثين، ولا شك فالدعم المادي هو الذي يمنح تلك التجربة تماسكاً أكثر ويمنحها أبعاداً أكثر عطاء ونضجاً وتحقيقاً للأهداف المتوخاة، خصوصاً أن الدار تحظى بثقة على المستوى الرسمي وقد تشرفت في وقت مضى بزيارة عدد من الفعاليات المهمة من مسؤولين وسفراء وعلماء وقضاة ومفكرين وحصلت على تزكيات خطية من عدد من أولئك المسؤولين والعلماء والقضاة حيث باركوا العمل وزكوا التوجه وحفزوا هذا المسعى لكي تنطلق هذه الدار - وهي مؤهلة لذلك - نحو فضاءات أرحب تتيح لها تسجيل ألوان من الحضور الفاعل والتأثير الممتد وترك بصمة ثقافية مشرقة في هذا السياق العلمي المعطاء.