د. سلطان سعد القحطاني
تحدثنا في الحلقة الماضية عن تكوُّن داعش،وقلنا أنها نتيجة حتمية لتفكك القاعدة بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن وإلقاء جثته في البحر. وهذه العصابات تبحث عن البلد الذي يضعف فيها الأمن وتكثر فيها القلاقل السياسية والاجتماعية وانتشار الفقر والبطالة بين شبابها. وانضمام الشباب من العرب وغيرهم نتيجة أمراض نفسية اجتماعية،على طريقة التكفير عن الذنوب التي ارتكبوها في حياتهم تنفيذاً لفتاوى قياداتهم، حتى وإن لم تتفق مع منهج الإسلام،فلهم إسلامهم الخاص بتنفيذ وصية الولي، فالحكام الذين ليسوا على منهجهم ولا منهج أوليائهم كفار في نظرهم تجب محاربتهم، فالسستاني يفتي بقتل السنة،ويحرم قتل الشيعة، منافياً لقول الله تعالى:{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق....} 33سورة الإسراء.
يذكر عبد العزيز المهنا في كتابه هذا أن الجرائم التي تقترفها منظمة داعش لم تسجل في التاريخ إلا عندما احتل الأمريكيون أمريكا وبدؤا بقطع رؤوس الهنود الحمر، السكان الأصليين (داعش الحقيقة المؤلمة)ص21،رقم 9.
لقد كشف عبد العزيز المهنا الحقيقة المؤلمة لكثير من الذين يرون في هذه المنظمات المأجورة من المجلس الأعلى لداعش المكون من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، عوضاً عن القاعدة التي لم يبق منها سوى مجموعات قليلة في إفريقيا واليمن، بعد مقتل القيادي المنشق على أمريكا ناصر بن علي الآنسي علناً في اليمن على يد القوات الأمريكية. وبعد هذا عزيزي القارئ، هل أمريكا عاجزة عن ضرب داعش في العراق والشام، التي تقتل البشر وتهجرهم وتهدّم الآثار القائمة بقرون قبل الإسلام، وقد وقف عليها كبار الصحابة، وقامت بجانبها المساجد، وتعامل معها المسلمون بطرق حضارية، من ترميم ومحافظة. فهل داعش جاءت بإسلام جديد لم نعهده، والله تعالى يقول: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} المائدة3. فهل ما يسمى داعش تطبق هذا الدين وهي ترتكب أبشع الجرائم الإنسانية والأخلاقة المحرمة في كل الأديان؟؟ كالقتل والاغتصاب واللواط والهدم والتشريد والتخويف، وغيرها من الجرائم،كما ألحق مؤلف كتاب داعش الحقيقة المؤلمة عدداً من الصور أربأ بعدم نشرها احتراماً لشعور المتلقي الكريم من عصابات مأجورة تخدم أطماع الآخرين الذين يريدون التخلص من الإسلام والمسلمين وأعوانهم في منطقة الشرق الأوسط.
وإليكم هذه الوثيقة بعنوان (شهادة غير كافر) تقول هذه الوثيقة التي طبع عليها عنوان فرعي (إمارة السويد) حتى السويد ضموها إليهم ؟ تقول الشهادة الممنوحة للمذكور أنه أتم دورة استتابة- أي تاب عما كان يفعله ويُفعل به- وهي محددة بثلاثة أشهر،الله أعلم ماذا بعدها؟؟.
إلى من يهمه الأمر: نعلمكم أن المدعو الأخ ممو الجزيري من أهالي ولاية إمارة السويد قد حضر دورة استتابة وأتمها بتقدير جيد.
وبناءً على ما تقدم قد منحناه هذه الشهادة التي تثبت أنه غير كافر ويمنع جلده أو صلبه أو حتى نكحه إن لم يكن هناك عذر شرعي يجيز ذلك لجنود الخلافة أو ثبت أنه عاد للزندقة وطالب بالحرية. والله وراء القصد.
فما هو العذر الشرعي الذي يبيح الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ويخلص عبد العزيز المهنا إلى عدد كبير من الملاحظات والتحذيرات يوضح فيها خطر هذه العصابات المدمرة والتي تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل وحلفائهما، وتدعي أنها مسلمة، وتفعل عكس ذلك من تدمير وقتل، وما خفي كان أعظم، لكن منظمة دول التعاون الإسلامي لم تغفل عن هذه الأفعال المشينة ضد الإسلام والمسلمين، فأقامت حلفاً عسكرياً بين عدد من دول هذه المنظمة يعاضد مطلباً اجتماعياً ينادي بنزع صفة الإسلام عن أي تنظيم عسكري يعلن الحرب على دولة او عدة دول أو يقوم بأعمال ارهابية في دول إسلامية أو غير إسلامية بحجة الدفاع عن الإسلام، وهنا لابد من الجدية بوضوح لقيام هذا الحلف، وقطع دابر هذا السرطان المنتشر في البلدان العربية وغير العربية.
ويختم المهنا بحثه هذا بتوصيات مهمة، لا يسع الوقت لإيرادها كاملة، ومنها:
1) حل المليشيات التابعة لإيران في العراق، وإحلال تنظيمات عسكرية محلها.
2) لن تنجح عملية التفاوض مع إيران فاستخدام القوة أساسي لكبح جماح إيران. وقد بدأ هذا البند في التأسيس ( رعد الشمال)
وهناك بنود وتوصيات لم يسعفنا الوقت لإيرادها في هذا الكتاب القيم في الظروف الحالية من خبير في الشؤون السياسية.