د. سلطان سعد القحطاني
تأليف عبدالعزيز المهنا2016
عرفت عبدالعزيز المهنا من خلال أثير إذاعة الرياض، محرراً ومتابعاً للأحداث العربية والعالمية، قبل أن أتعرف عليه عندما أصدر أول عمل روائي له بعنوان( الخادمتان والأستاذ) 1988. اتصلت به من بريطانيا، وكنت يومئذ أشتغل على بحثي للدكتوراه( الرواية في المملكة العربية السعودية، نشأتها وتطورها. . . )ووجدته رجلاً حذراً من هذا الموضوع الذي لم يدرس دراسة علمية من قبل في جامعة يعرف جديتها وأصالتها في البحث العلمي. وبعد أن أطمأن على جدية الموضوع أرسل لي سيرته والرواية المذكورة. وتابعت إنتاجه فيما بعد وأضفت ما صدر له بعد أن ترجمت الرسالة إلى اللغة العربية، وبصرف النظر عن الإبداع الفني الروائي الذي أصدر فيه إلى الآن عدداً من النصوص النثرية، إلا أننا في هذا المقال سنناقش موضوعاً جديداً مهماً في هذه الأيام الصعبة في تاريخ الأمة العربية في القرن الجديد، لنكشف الستار عن معلومات مهمة في زمننا هذا سيستفيد منها المتلقي الكريم فيما يدور على الساحة الثقافية والسياسية في عالمنا العربي خاصة، والعالم من تغيرات وادعاءات باسم الإسلام والمسلمين، لكنها في الواقع تنافي الدين والأخلاق في كل الديانات السماوية فضلاً عن الإسلام الذي حُمل ما لا يمت إليه بصلة، لا من بعيد ولا من قريب، من منظمات الشر والطغيان باسم الإسلام، وهو برئ منها براءة الذئب من دم يوسف. وكما قدمنا، فإن عبدالعزيز المهنا قد استفاد من عمله في وزارة الإعلام محرراً للأخبار السياسية والثقافية، إضافة إلى متابعته المستمرة في مجال الأحداث لتي ظهرت في العالم، خاصة منها ما طرأ بعد غزو الإتحاد السوفيتي السابق لأفغانستان، ثم هزيمته أمام العصابات التي تكونت وقوي عودها بمساعدة دول كبرى في العالم، وذهب كثير من مجاهديهم- كما يزعمون- ضحية أمام حشد آخر. وكان عبدالعزيز المهنا متابعاً جاداً لهذه التطورات من بدايتها، خبيراً في المجال السياسي والمحيط الإخباري بأنواعه، وخاصة ذلك التغير والخيبة التي قام بها صدام حسين في غزوه للكويت، فأصدر بذلك رواية تشجب هذا التصرف، وأن صدام حسين سيجني ثمار حماقته، وفعلاً حصل ما كان المهنا يستقرؤه لمستقبله.
أردت من هذه المقدمة أن أدخل إلى الموضوع، ووجدت أنها مهمة لموضوع كهذا يتعلق بمنظمات يقف خلفها عدو مزدوج يكيل للأمة بمكيالين، ويظهر ما لا يبطن، لكن الألاعيب والتقى لم تعد تنطلي على أصحاب البصائر النيرة، والتجارب التي تمر ومرت بها الأمة العربية الإسلامية علَّمت كثيراً منا وكشفت له الستار عما يحاك له من دسائس باسم الإسلام، في زمن لم تعد المعلومة تخفى على أحد، لكنها معلومات ظاهرية، أما باطنها ومعلوماتها العلمية فتأتي من أصحاب التخصص والتجربة، كعبدالعزيز المهنا الذي كشف في كتابه هذا حقيقة(داعش المؤلمة)التي غرر بها أصحابها العامة والسذج من أبناء الأمة العربية الإسلامية، ولم تعد الخطب والاستعراض باللحاء والملابس القصيرة تغرر بأحد ممن سيقرأ هذه الكتب ويستمع لأصحاب التجارب، من الكتاب والمطلعين على ما يدور في الساحة السياسية، العربية والعالمية، فإذا كان الغرب يشتكي من تكاثر المسلمين ونفوذهم التجاري والعلمي، فإنه الذي أرسلهم للشرق للتخلص منهم، وكأن الشرق محرقة لنفاياته. وإذا كانت إيران تحلم بإمبراطورية الفرس قبل الإسلام، وتجد في الظروف الحالية فرصة لها في اليمن والعراق وسوريا، فإن عيون العرب لم تنم عن هذه المحاولات الغبية التي تقوم بنشر المذهبيات والخدع المكشوفة لصدع الصف العربي الإسلامي، فإن غباءهم تطور في زمن التطور العلمي، وإذا كان السيستاني قد قبض ثمن خيانته من أمريكا وحرم قتل الشيعة وأباح قتل السنة في العراق، فإنه ينتقم لأجداده الأوائل من سلالات الفاتحين وعاد إلى أصوله الفارسية بإسلام مزيف. فكيف يحل قتل هذا ويبرئ الآخر، والله يحرم قتل النفس (بشكل عام) حتى غير المسلمين إلا بالحق.
هذا ما سنناقشه في هذا الكتاب الصادر حديثاً لعبدالعزيز المهنا في الحلقة القادمة. وسيكشف الكتاب تلك الجرائم التي يرتكبها الدواعش باسم الإسلام.