سعد البواردي
أبا صالح وداعك مُرٌّ وفقدك أمَرّْ، ملء البصر كنت وملء البصيرة أنتَ.. ملء عمرنا وعمرك كان لنا لقاء الأشقاء.. فيما تبقى لنا من مرحلة البقاء ورحلتَ.. الأمل في حياتك تساوى؛ مع الألم هذا ما قرأناه داخل شعرك ونثركَ. أن تنتصر روح العزيمة على رياح الهزيمة.. هكذا كنتَ تأمل وتعطي جاهداً بصبر وجَلد.. وهذا ما أدركناه وأنتَ ترجِّع ألحانك أشبه بكروان حزين في فمه لغة وداع لا تخلو من أنين.. المشهد لشعرك ولمشاعرك شاهد على مُر الشكوى. والحنين عراقٌ منكوب.. وشام مرعوب.. وقدسٌ مسلوب.. ويمن مغلوب.. وحق منهوب.. وأمل مطلوب ومرغوب.. على مشهد التداعيات من حولك كنت تصرخ وتتأوَّه. تتنفسُ شكوى وحرقة على أمل أن ترى سلاماً أن تعيش الحلم كإنسان مهموم بقضايا أمته وأمنه وحريته. كنت يا أبا صالح ونحن من حولك ننصتُ ونصغي إليك وأنتَ تتحدث ونحن مجرد تلاميذ لأستاذيتك ومدرستك نتلقى منك أبجدية الحرف وأدبيات الحياة الباحثة عن صرخة يقظة وإدراك لما يدور من حولها من أحداث كانت رسالتك في حياتك بحجم تطلعاتك أعطيتها بصدق، تجاوزت بحسك الوطني والإنساني إلى ما هو أبعد..
«الحرية للإنسان» كانت المضمون والعنوان.
كنت يا راحلنا صوت حياة.. وصرخة نجاة وعنوان محبة. صمت برحيلك دون أن تلقى جواباً وما ماتت، الحياة لا تموت.
أستاذنا د. عبدالله بن صالح العثيمين لك من أحبابك الدعاء لك بالمغفرة والرحمة من الرحمن.. ولأسرتك الكريمة. ومريديك. وتلامذتك. ومحبيك العزاء بفقدك.. لا نقول وداعاً أيها الغالي بل إلى لقاء في دار البقاء.كلنا لها إنها إرادة الخالق في خلقه جلّ شأنه.. شاعرنا القديم قال لنا:
ليس مَن ماتَ واستراح بميت
إنما الميت مَيِّت الأحياء
الجسد يفنى.. والروح على قدر ما تعطي من إنجاز وعمل خيِّر تبقى في ذاكرة الأحياء دون أن تطويها ذاكرة النسيان
الإنسان حياة حتى ولو رحل.
من يحمل خصائصها..