إبراهيم بن سعد الماجد
مواقف سياسية أقل ما يمكن أن يُقال عنها، أنها مخيّبة وصادمة، تلك هي مواقف الحكومة اللبنانية تجاه المملكة العربية السعودية، وكان آخرها الموقف اللبناني من بيان منظمة التعاون الإسلامي تجاه ما حصل لسفارة المملكة بالعاصمة الإيرانية طهران.
هذه المواقف المخيّبة للآمال تؤكّد على أمر واحد، وهو أن من يدير الحكومة اللبنانية هم حزب لله، الذي يديره ملالي إيران.
موقف صارم في عهد الحزم بقيادة ملك الحزم سلمان بن عبد العزيز، الذي يحمل للبنان في قلبه من المحبة الشيء الكبير، ولكن بكل أسف لم يعد لبنان هو لبنان، فقد اختطف بما تعنيه هذه الكلمة من مدلولات، وبات في يدي ملالي وآيات طهران.
المملكة العربية السعودية وعلى مرّ التاريخ دولة سخية تعطي بلا منّ ولا أذى، وكم من المساعدات ذهبت لدول كانت مواقفها معنا مواقف ربما تصل إلى العدائية، ولكن سياسة المملكة كانت تنطلق من منطلقات إنسانية بحتة، تمليها عليها أخلاقها العربية والإسلامية، دون النظر في ماذا وكيف هي سياسة أو علاقة هذه البلاد معنا، وإنما هي كيف يمكننا أن نساعد هذا الإنسان بعيداً عن هويته.
في الموقف اللبناني كانت المملكة تريد من دعم الجيش والأمن الداخلي اللبناني أن تحمي المؤسسة الأمنية اللبنانية أرضاً وإنساناً لبنان من كل معتدٍ سواء من الداخل أو الخارج، ولكن بكل أسف ما حصل هو أن لبنان لم يعُد لبنان الذي نعرفه، فقد صار مسبحة في أيدي ملالي وآيات طهران الفاسدة والمفسدة!
لبنان الواحة الخضراء العربية، بكل أسف صارت لعبة بأيدي حزب الله الفارسي الصفوي، فأضحت مسروقة في وضح النهار، مما استوجب من المملكة هذا الموقف الصارم المؤثّر بكل تأكيد.
أحياناً نحتاج إلى الكثير من الصرامة، بل والإيلام من أجل أن نعيد الأمور إلى نصابها، ونحمي بعض الأشقاء من أن يؤذوا أنفسهم وهم لا يشعرون، أو يشعرون ولكنهم مستضعفون، ألم تر أن الطبيب يؤلم المريض من أجل أن يعيد له عافيته؟
مليارات تتجاوز الثلاثة، كانت من أجل أمن وسلامة لبنان، وكان للحزم معها وقفة أخرى، في رسالة واضحة بأن دعمنا سيكون مقروناً بأمن عربي موحّد.
ضربات متتاليات أوجعت وآذت ملالي إيران وأذنابها في طول الوطن العربي وعرضه، من اليمن إلى قطع العلاقات فالجيش الإسلامي الموحّد، والآن ضربة اقتصادية مؤلمة، تتبعها - بإذن لله - ضربات وضربات.
والله المستعان.