فيصل خالد الخديدي
غيمة محملة بمواقف ملونة من الساحة التشكيلية المحلية إما أن تمطر فرجاً وتصحيحاً وإلا تبقى قاتمة ساكنة حاجبة لكل نور:
- الصمت عن بعض الأعمال والممارسات في الساحة التشكيلية يُعد إحياء لها.. وذات الصمت عن البعض الآخر قتل لها.. المواقف تتلون والنتائج تتبدل والصمت واحد.
- رحلة الرموز في الفنون المحلية بعد زمن من الزخرفية اتخذت الحرف والخيل حل لمن لا حل ولا حيلة له في الظهور, والآن أصبحت الرموز الدينية أكثر امتطاء للعالمية المزعومة ولا يهم قُدمت بشكل سطحي أم عميق مقدس أم مدنس.
- بين مطرقة سوق الفن وسندان حاجات الفنان أصبحت الأعمال الفنية تائهة في التصميمية و الديكورية والشكلانية التزينية بلا روح ولاهوية ولافكر ولاقضية.
- الفن حرية وانطلاق وفكر وإتقان.. والفنان طائر حر لايقبل الأسر ولا التوجيه.. ومؤسف أن يتباهى الفنان في القرن الواحد والعشرين بتبعيته وعبوديته ورِقه بادعاء الفن ولأجله.
- أكاديمية باسم الفن بلا أكاديمي ولا منهجية ومُخرَج مشكوك في سلامة صحته, هل هو زيف وحب للظهور, أم منجز حقيقي لم تقرأه الساحة بشكله المستحق؟؟
- خلعوا ذواتهم على مأدبة العزاء الأخير.. وانتعلوا شيئاً من سفه وقماءة وساروا في موكب التدجين الكبير...
- طفرة الصناع الجدد.. يقتاتون على فتات الموائد.. ويتباهون بأعمال لم يتجاوز دورهم بها دور العامل المنفذ.
- قلم محتد بشكل شبه دائم يكتب بالسواد سوداوية الساحة وبعد أن كساه الوقت شيئا من ملمح الناقد عاد واكتسى بألوان ليست من لونه بين مجاملة ومداهنة ففقد بريقه وظهرت تناقضاته.
- فنان إنسان حساس معطاء اجتماعي بطبعه يشعر بمن حوله يألم ويتألم لكل من بالساحة.. هل نتتظر ذبوله في المرض أو الفقد لنضج بثناءه المستحق وإظهار مآثره وإبداء مشاعرنا تجاهه؟؟
- (عدوك صاحب صنعتك)، مثل تمثله البعض في الساحة التشكيلية المحلية في غير موضعه ليصبحوا صناعا يخشون إفشاء سر صنعتهم فتبور سلعتهم فأشعلوا الساحة عداء وحروبا, وما علموا أن الفن عطاء وليس تقنية وصنعة تنفذ بالخفاء, وماتعلموا من عطاء بعض أفذاذ الساحة الذين ما بخلوا وخطوا بخطاهم خطاً من عطاء.
- يعيش الفنان لينجز ويعمل ليحقق ذاته وتتباين الأهداف من وراء الفن وغاياته بين فنان وآخر والكل ينشد المثالية والكمالية فيما يقدم وإن كانت مستحيلة ولكن المتاح أن لايتدنى الفن عن الحد الأدنى لإنسانيتنا.
- فنان متمكن بثقافة ووعي أهمل ذاته وأهمله مجتمعه لازال ينبض فناً جميلاً وعطاء يستقي منه البعض وتجاوزه البعض الآخر فوضويته وعبثيته طغت عليه فلم يشفع له فنه لينال ما يستحق فغدا يلملم ما تبقى من ذاته ويبالغ في تضخيمها وتحقير ماسواها ولسان حاله يقول كقول المتنبئ:
أى محل أرتقى وكل ما قد خلق الله ُمحْتَقَرٌ فى همتى
أى عظيم أتقيه وما لم يَخْلُقِ كشعرةٍ فى مفرقى.