خالد بن حمد المالك
كنا منذ أيام في حفر الباطن على موعد مع رعد شمالي هناك برعاية الملك سلمان، حيث القوة العسكرية الضاربة والإمكانات الفنية المتقدمة، كما كنا في تخوم تعز مع رعد آخر، حيث تتواصل الانتصارات على الانقلابيين، وكنا في الرياض على موعد جديد مع ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وهو يزف للوطن كوكبة جديدة من الطيارين والفنيين، ضمن الاستعداد الدائم للدفاع عن الوطن وحماية مقدساته.
***
هكذا هي المملكة من ملك إلى ملك، ومن عهد إلى آخر، تتحفّز للآتي، وتستعد للقادم، وتتهيأ للمستقبل، وخيارها الوحيد في التعامل المحسوب بدقة وإتقان مع كل جديد يستجد، أن يبقى الوطن عصياً على الأعداء، قادراً بعسكرييه على حماية أرضه، وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين، في كل الممرات، وعلى امتداد كل الأرض وحيثما يكون هناك تهديد للحدود.
***
لا شيء يسبق هذا الاهتمام، أو يتقدم على توفير الإمكانات بمثل هذا التركيز لحماية الوطن من الأشرار، والدفاع عنه من المتربصين الطامعين بخيراته، فالهدف أن يبقى وطننا أبياً وصامداً ضد كل المؤامرات، لا يخيفه إعلام رخيص، أو يفت من عضد قيادته ومواطنيه وقواته المسلحة استمرار المؤامرات عليه، فهذه الروح الشجاعة والتصميم القوي كلها من أجل أن يبقى الوطن شامخاً وعلى أهبة الاستعداد للدفاع عن الحق، وهي خاصية يتميز بها الوطن والمواطنون أباً عن جد منذ ولادة المملكة دولة فتية وفاعلة بين دول العالم.
***
كثيرون من الانهزاميين الضعفاء، ومن الأعداء الكارهين، يعتقدون أن المملكة تورطت باليمن، وأخطأت الطريق بدعم المعارضة المعتدلة في سوريا، وأنه لم يحالفها التوفيق في موقفها من الوضع في العراق، وأن تعاملها مع حزب الله ليس هذا زمانه، ويختتمون تخرصاتهم وآراءهم وجهلهم بأنه كان على المملكة أن تتعايش مع إيران بأي ثمن، وهي آراء لا تنم عن معرفة، واستنتاجات في غير محلها، وأقوال لا تستند إلى قراءة صحيحة للأوضاع في المنطقة.
***
ونحن نقول: المملكة ليست مَن لا يحسن التصرف، والمملكة هي من يجيد قراءة النوايا فضلاً عن الممارسات العدوانية المكشوفة، وهي من لا تخونها القدرة على كشف ألاعيب الدول والأحزاب والمنظمات وحتى الأفراد، وبذلك تأتي مواقفها عادة بحسب ما يلبي مصالح الوطن، وينسجم مع تطلعات المواطنين، فلا يخيفها أو يوقف زحف دفاعها عن مصالحها أي قوة مهما كان مصدرها، فهي ثابتة على المبدأ الذي رسمته لنفسها، بخطاها المحسوبة، وتاريخها المشرف، وقواتها المسلحة الباسلة.
***
ليقل من يقول ما شاء له عن المملكة من تشكيك، باستخدام الإعلام المسيس ضدها، فكل هذا لن يفت من عضد قادتها، ولن يوهن من عزيمة شعبها، وهي أبداً بقواتها المسلحة ستظل حارساً أميناً لمصالحها ومصالح أشقائها في الدول العربية والخليجية، ضد كل من يفكر بامتداد عدوانه ومؤامراته إليها، أو يتدخل بأي صورة من الصور في شأن داخلي من شؤونها.
***
أجل؛ إنها أيام مضت بكل بهاء جميل فيها، وإن كانت فترة زمنية قصيرة، إلا أنها جاءت مؤثرة في إظهار القوة السعودية، وتأثيرها في ميادين القتال، بتذكيرها المتآمرين بأن هنا تقبع القوة، وهنا في المقابل يكون التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، فلا تشككوا أو تستهينوا أو تسيئوا التقدير في معرفة حجم هذه القوة، وتذكروا دائماً أننا أيد ممدودة للتعاون مع من يريد أن يتعاون معنا بصدق وإخلاص، وأنّ أيدينا في مقابل ذلك على الزناد لمن ينوي أن يمسنا بسوء، أو يفكر بأن يقوم بما يضر بنا من أعمال.