خالد بن حمد المالك
عندما نتحدث عن اليمن، عن علاقته بالمملكة، عن سنوات مضت من الصمت على تجاوزاته، وعن مواقف إيجابية من طرف واحد، حيث الدعم والمساندة السعودية، دون أن يكون لها منهم رد فعل جيد تقديراً للأخوة ولاستقرار الحدود بين البلدين، ندرك أننا أمام سلطة يمنية لا يهمها استقرار اليمن، ولا أن يكون هناك علاقة متوازنة وأخوية مع جيران اليمن، ولا قدرة لدى الانقلابيين على تقييم القوة العسكرية المتفوقة لدى الطرف الآخر، وإمكانية استخدامها إذا ما وصلت التفاهمات إلى طرق مسدودة، وأصبح هذا الطرف - المملكة تحديداً - متضرراً من نزوات وتهور من بيدهم السلطة في اليمن الشقيق.
***
هذا شيء، فكيف إذا دخل على الخط لتوتير هذه العلاقات الجانبية جماعات كالحوثيين، وربطت إيران هذه الجماعات بالرئيس المخلوع للإضرار بالمملكة، والتآمر عليها، وحشد كل الإمكانات المتاحة لديهم في انتهاكات للحدود السعودية، وتكرار هذه الاعتداءات على مدن المملكة الواقعة على الحدود، وتعريض سلامة وحياة المواطنين السعوديين للخطر، ورفض أي مبادرة أخوية من المملكة للإبقاء على وشائج القربى والدم الواحد وأمن الدولتين من أن يساء لها بمثل هذه التصرفات الحمقاء، دون أن يفكر الانقلابيون بالمدى الذي يمكن للمملكة أن تواصل فيه صبرها على مثل هذه الخروقات.
***
ولطالما قيل للحوثي وصالح كانقلابيين ولإيران وحزب الله اللبناني الداعمين لهذا الانقلاب قبل أن تنطلق (عاصفة الحزم) إنّ انتهاكات الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع لحدود المملكة خط أحمر لا يمكن أن يتم تجاوزه أو التسامح فيه، وإنّ الاعتداءات المتكررة على المملكة لن يتم التعامل معها إلا بالقوة العسكرية المناسبة وليس بالصمت والانتظار لما هو أسوأ، وهو ما فجّر أخيراً الموقف، بعد أن أمعنوا في رفض كل المحاولات لترويضهم عن هذه الأعمال الجبانة، ولما لم يصغوا للنداءات والنصائح، معتمدين في ذلك على قوة إيرانية وهمية لدعمهم في حرب كهذه، فإذا بهم لا يحصدون غير هذه النتائج التي لن تجعلهم يكررون مستقبلاً مثل هذه الأعمال الشيطانية.
وغداً نواصل