خالد بن حمد المالك
لا يكفي اختراقات الحوثي وأتباع المخلوع صالح للحدود السعودية، واعتداءاتهم المتكررة على المواطنين السعوديين، وعدم التزامهم بالتفاهمات مع الوسطاء بعدم التعرض للمواطنين السعوديين داخل الأراضي السعودية، بل إنهم من جانب آخر لا يتورعون عن قتل من يعارضهم من اليمنيين، واستخدام المستشفيات والأسواق والمواقع الآهلة بالسكان في اليمن كمخازن لأسلحتهم، لتأكدهم من أن قوات التحالف سوف تتجنب ضربها لحماية المدنيين والأبرياء من أي ضرر يلحق بهم، غير أن الطيران المناصر للشرعية لديه بطياريه من المقدرة والخبرة والإمكانات ما تمكنه لانتقاء مخازن السلاح وضربها دون أن يصاب المدنيون بأي ضرر، ليستثمر الانقلابيون مثل هذه الضربات الموجعة للحديث عن أن طيران التحالف ألقى بصواريخه في أسواق عامة وبين المدنيين، كما ادعوا مؤخراً ولقوا من بعض المنظمات الدولية من يتبنّى هذه الادعاءات، مع أنها معلومة غير صحيحة وصدرت من طرف واحد.
* * *
نحن لا يعنينا هذا كثيراً، فقد نفاه مستشار وزير الدفاع العميد أحمد العسيري مستغرباً تجاهل المنظمات الدولية للتحالف والحكومة الشرعية في اليمن بعدم أخذ المعلومة الصحيحة منهم كمصدر أمين وصادق في إيضاح حقيقة ما حدث، مع ما ذكره من التفاصيل المعروفة التي لا حاجة لنا في تكرارها، غير أن ما يعنينا في موضوع اليمن منذ بسط الانقلابيون الأمر الواقع في حكم البلاد وإلى الآن - حيث يترنحون، ويخطط النافذون منهم إلى المواقع الخارجية الآمنة للهروب من المعركة - إن أي اتفاق معهم لا يمكن له أن يصمد، أو ينتظر منهم بأن يكونوا في مستوى الالتزام الذي وافقوا عليه، وهو ما تؤكده الخروقات الكثيرة لحدود المملكة، والجرائم التي ارتكبوها بحق المدنيين على الحدود، ورفضهم تمرير المساعدات الإنسانية للمحتاجين لها من اليمنيين، بل وحصار كل المواقع اليمنية للحيلولة دون وصول هذه المساعدات للمواطنين اليمنيين كما كان في تعز وغيرها من المدن اليمنية المحاصرة.
* * *
ونحن لا نكتب هذا عن ضعف في الموقف، ولا على طريقة الاستجداء للحصول على تعاون منهم، وليس من أجل كسب عواطف الناس، وإنما أردنا أن نعبر بذلك عن موقفنا من اليمن بالاعتماد على تعاملين، أحدهما ويمثله الجانب العاقل وهو التحالف العربي من أجل إنقاذ اليمن مما هو فيه، استجابة لطلب الرئيس الشرعي للبلاد، المؤيد من مجلس الأمن، والمدعوم من دول العالم المحبة للسلام، والجانب الآخر ويمثله الحوثيون بقيادة عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح ومن معه من فلول الجيش اليمني السابق، وهي مجموعة مسنودة من إيران ومن حزب الله اللبناني، وليس لها من هدف إلا إزعاج المملكة، والتأثير على أمنها واستقرارها، وجرها إلى حروب ومناوشات لا تخدم فيها إلا إيران وإسرائيل، وهو ما تصدت له المملكة بكل القوة والحزم من خلال عاصفة الحزم، ولاحقاً في إطار عودة الأمل.
* * *
ومع كل هذه المواقف المعادية من الحوثيين وأتباع المخلوع، فإن أحرص ما تحرص عليه المملكة الآن ومستقبلاً هو استقرار اليمن، وعودة الحياة فيه إلى طبيعتها، ومن ثم العمل على إعمار ما أفسده الانقلابيون، في مرحلة تكون أوضاع اليمن مهيأة لإنجاز ما وعد به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن المؤكد أن قبائل يمنية كثيرة وإن كانت عاجزة في الوقت الحاضر عن التصدي لعصابات الحوثي وصالح، فإنها تقف إلى جانب الشرعية، وتحرص على وحدة واستقرار اليمن، وترحب بالتعاون مع المملكة، وتقدر لها دعمها ومساندتها الأخوية على امتداد التاريخ، وكل هذه التمنيات المشروعة ستتحقق متى تم الانتهاء من التسلط الحوثي وصالح، خاصة وقد تبين أن المخطط الإيراني قد فشل في اليمن، كما فشل من قبل في البحرين، ما يعني أننا أمام مرحلة قادمة سوف يتنفس فيها الشعب اليمني، ويتمتع بحريته، ويكون صاحب القرار في بلاده بعد سنوات من الذل والقهر والظلم والحرمان على أيدي النظام البائد بقيادة علي عبدالله صالح.
وغداً نواصل.........