أمل بنت فهد
قد تملك سبباً للبقاء في منطقة الألم وانعدام الراحة كتحملها مثلاً من أجل فائدة ترجوها.. ولا يكفي أن تتوقعها إنما لابد أن تكون متأكداً من المردود وإن كنت فعلاً بحاجة ما تريد الوصول إليه.. ولا يوجد طريق آخر تأخذ فيه حاجتك سوى أن تتحمل قليلاً ومؤقتاً هذا الألم والمضايقات التي تتبعه.. لكن في حال لا يوجد سبب ونتيجة.. فما الذي يبقيك حقاً رهين وجع بتاريخ استمرارية مفتوح؟
اختصاراً.. اجعل لمعاناتك معنى وقضية تستحق النضال.. واجعل لتضحياتك سبباً وجيهاً.. فإن لم تمنحك شعوراً مقبولاً على أقل تقدير.. فهي إسراف في جلد الذات.. وعبث بالحياة القصيرة التي ستعيشها دون فائدة تُذكر.. وربما تكون أمنيات عميقة مدمرة بتمثيل دور التضحية النبيل.. لكن ليس تحت الأضواء إنما خلف الكواليس التي لم يشهدها أحد!
ليس عيباً أن تفكر في مكاسبك.. وتتخلص من ثقافة الصبر والتصبر على أمور تزعجك دون طائل.. وأسوأ شعور تدفنك فيه تلك الثقافة انعدام الحيلة.. تنسيك حرفياً كيف ترى وتفتعل المخارج.. تقيدك دون قيد.. تنخر مقاومتك وتفقدك ذاكرة المقاومة والتمرد.. كأنما تختلق لك سجن وجلاد وتعايش معه ألم لا ينقطع.
ما أقوى الإنسان الذي يبحث حتى بين طيات الأحزان عن مصلحته.. ويستطيع أن يتحرر من هيمنة العجز والتسليم.. الذي يفرق بين التضحية عن طيب خاطر واختيار.. وبين من يعتقد أنه مجبر عليها.. ولا شيء يجبره عدا نفسه الغارقة في فهم مغلوط عن تصنع الإيثار وتقديم المساعدة على حساب حياته التي تقترب من نهايتها دون أن يعيشها بالأمور التي تسعده.. فالسعادة غير قابلة للتعميم إنما لكل إنسان أشياء خاصة به قادرة على منحه النشوة.
تلك الأنانية الفاضلة إن صح التعبير تتضح في الرجل أكثر من المرأة.. ربما لأن الأنثى تقع تحت وطأة الأمومة العظيمة.. وتعممها على حياتها كلها.. فتتعامل بشخصية الأم مع مواقف تحتاج الكثير من الأنانية والحزم والصرامة والقوة.. وربما هي ثقافة انتظار المنقذ المتمثلة في مصدر نفوذ.. كالشريك أو من يملك قوى مادية أو اجتماعية أو مهنية.. ذاك الانتظار والتذلل والتسول يحكي قصة عتيقة عن الضعف.. وكفر بواح بالذات والاستحقاق.
ولتعرف أين مكانك من القوة يكفي أن تلاحظ تفكيرك إذا كنت تحت الضغط أياً كان نوعه.. هل تفكر أين مكان المخرج الذي يضع حداً لمعاناتك مهما كانت النتائج.. أم تفكر بتقنيات ووضعيات جديدة تستطيع من خلالها تحمل المزيد من الألم والضغط؟
الإجابة لك.