أمل بنت فهد
من رأى ليس كمن سمع.. وأدقهم من جمع بينهما وزاد عليه الحوار والنقاش في أدق التفاصيل وطلب البرهان والإثبات والدليل.. وفي زيارة لمركز المعلومات الوطني برفقة وفد صحفي كان الاستقبال الواثق أول ثمار الزيارة.. وأصفه بالواثق لأن الاستقبال المتردد يمكنك أن تلمسه لحظة ترى ما خلف الترتيبات من ركام الفوضى والتخبط الذي لا تستره الألوان ولا البهرجة.
كادرٌ سعودي طموح ومُشرف.. بشهية الحوار المفتوح الذي لا يخشى إحراج الأسئلة.. تحتضنه قيادة لا شك أنها ناجحة.. فمن قدرات ومواهب موظفي المنشأة يمكنك أن تتوقع أي إدارة تقف خلفهم وليس أمامهم.. تدفعهم للقمة وللإبداع والتجديد.. لأن الصعود الحقيقي يكون كذلك.. ارتقاء جماعي لا فردي.
المركز في ذاك المبنى الهادئ جداً.. منذ عام 1399هـ وهو ويطور ويحمي نواة الأمن في كل دولة تريد خيراً للوطن والمواطن.. تطوير يعقبه تطوير حتى أصبح اليوم من أكبر مراكز تقنية المعلومات في الشرق الأوسط.. يستحق أن نعرف كيف بدأ وكيف استمر وإلى أين سيأخذنا.. فهل تعرف مثلاً أن بطاقة الهوية الوطنية التي تصدر من المركز ليست مجرد بطاقة بلاستيكية إنما تحمل سمات أمنية عالية مقاومة للتزوير.. ومتعددة الأغراض والتطبيقات.. وتشمل أهم المعلومات كسجل الأسرة ورخصة القيادة وجواز السفر والتوقيع الالكتروني والمعلومات الصحية وتتسم بالحفظ الآمن للمعلومات الشخصية والصحية في حالات الطوارئ.. ويمكن دمج بطاقات أخرى ضمن بطاقة الهوية الوطنية.
ومن خدمات البصمة لحماية الهوية والحقوق.. وأمن الوطن من الدخلاء والمشبوهين وأرباب السوابق.. بصمة اليد أو الصور الفوتوغرافية بالكاميرات الرقمية أو بصمة قزحية العين.. قاعدة بيانات مهولة للمواطنين والمقيمين والزائرين.. وبوابة الخدمات الإلكترونية لوزارة الداخلية سواء معلوماتية أو خدمية مثل خدمة (أبشر) والتي لم تنس حتى كبار السن وذوي الظروف الخاصة لتقدم لهم وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية جميع الخدمات في أماكن تواجدهم من خلال خدمة (تقدير).
الخدمات المقدمة أكثر وأعظم من أن يسعها مقال.. فالبوابة متاحة للجميع ولمن أراد أن يستفيد.. ولا يكفي الشكر تلك الجهود الجبارة التي تقوم بها وزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة.. ولا ذاك الشعور بالفخر والطمأنينة.. فالطريق واضح ومحسوب الخطوات.. فإن كان لنا جنود على خط النار تقاتل العدو.. فإن لنا جنودا في الداخل تطور وتعمل وتقدم.. فشكراً جنود الوطن.. وشكراً لمركز المعلومات الوطني.