أمل بنت فهد
ذكاء الخطوات يتجاوز مداه إذا جمع أكثر من هدف بنقلة واحدة.. والخطوات التي اتبعتها إدارة تعليم الرياض بتجربة إسناد بعض المقاصف المدرسية للأسر المنتجة الخاضعة للأنظمة والاشتراطات التي تضمن السلامة الصحية.. لها أبعاد عميقة تحكي الكثير عن توجهات رائعة في سياسة الإدارة التي تأخذ معها الصورة كاملة وليست جزئية.. ولن ننسى كمية الملاحظات المنشورة والمنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن وضع المقاصف المدرسية التي عانت منها المدارس وأولياء الأمور وقتاً ليس بالقصير.
هذه الخطوات تحتاج من المجتمع بمؤسساته وأفراده المدد والعون.. لإحداث نقلة حقيقية وتغيير جذري لمفهوم تغذية النشء.. لأنها مسؤولية مشتركة فالكل فيها مستفيد.. من الجانب الصحي لا يخفى على أحد أهمية وجبة الإفطار الصحية والشهية.. وتثبيتها في برنامج الطلاب والطالبات في المدرسة يهيئ الفكرة لأن تتحول إلى ثقافة غذائية سليمة مع الوقت.
ومن جانب المشاركة المجتمعية والوطنية.. فإن الأسر المنتجة حينها ستدرك المفهوم الجديد لمعنى المهنة التي تمارسها وأبعادها الاقتصادية.. ومع نجاحها قد نجد التوجه العام للغذاء والمطاعم بأيدٍ سعودية.. مما يعني أن المردود سيكون على المستوى العام والخاص.. ولعلنا نتخلص ولو قليلاً من كوارث المطاعم التي لا تنتهي.. لذا يمكننا أن نسميها مساهمة لتوطين التغذية.
لنسمع هذه الفكرة العبقرية ونستوعب مداها.. وندرك احتياجاتها لتكبر أكثر وأكثر.. فهي بحق خطوة وطنية تربوية إدارية.. تعمل على أكثر من محور.. ونشكر من طرحها ومن ساندها.. ابتداءً من معالي وزير التعليم ومدير عام التعليم بمنطقة الرياض الأستاذ/ محمد المرشد.. ومساعد الشؤون المدرسية الأستاذ/ حمد الشنيبر.. ومديرة إدارة خدمات الطلاب الأستاذة/ البندري القريني.. ولكل من ساهم في إخراج هذه الخطوة إلى النور.
وعلى الإعلام بكل وسائله نداء الواجب.. فالقرارات والخطوات الحكيمة تحتاج منابر لتعلن عن نفسها.. والتداول والطرح والنقاش مفتوح على مصراعيه مع التعليم وغيره.. لنكن شركاء الخير للوطن.. شركاء البناء.. شركاء المشورة.. شركاء النقد.