ناهد باشطح
فاصلة:
(آفة الأخبار رواتها)
مثل عربي
أثار خبر مساحته صغيرة عدداً من الأكاديميين من غير الإعلاميين حول صدق المعلومة التي حملها فمنهم من تندر على المعلومة ومنهم من طالب بالإعلام المتخصص لكن أحدا لم ينتبه أن هذا الخبر نشر بدون اسم الصحفي!!
الخبر عنوانه كالآتي « اختصاصية: 95 % من الأمراض النفسية للزوجات السعوديات سببها الأزواج « وجاء في مطلعه: (قالت اختصاصية الإرشاد النفسي، والأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود الدكتورة حنان عطا الله، إن 95% من الأمراض النفسية التي عانت منها زوجات سعوديات راجعن عيادتها، كانت بسبب خيانة وإساءة الزوج).
بدءا فإن محرك البحث جوجل لم يعطني معلومة أكيدة عن مصدر الخبر بمعنى مكان نشره الأول في أي صحيفة أو موقع عبر شبكة الإنترنت ولولا وجود اسم الدكتورة حنان عطا الله المعروفة لشككت أن الخبر كاذب.
ثم أن هذا الخبر هو مثال لممارسة الصحافة التضليل الإعلامي أو كما حدده مؤلف كتاب- التربية الإعلامية «كيف نتعامل مع الإعلام» فهد الشميمري من أن من أنواع التضليل (التضليل بالعناوين ومقدمات الأخبار المعتمدة على المبالغة والتهويل والغموض والمعلومات الناقصة، مما لا يتفق أحياناً مع مضمون الخبر أو المادة الصحفية).
ولذا فإن الإشكالية ليست في عدم وجود إعلام متخصص لدينا فقط وإنما عدم وجود ميثاق شرف إعلامي يعزز الالتزام بأخلاقيات المهنة بحيث لا يمكن لأي من الصحف الورقية أو الإلكترونية نشر خبر مجهول لصحفي وهمي !!
إن نشر المعلومات بشكل ناقص أو مجتزئ يعتبر ضد الالتزام بالمصداقية التي هي العمود الفقري لأي علاقة تربط بين القارئ والوسيلة الإعلامية.
وإلى أن يقتنع مسؤولي الإعلام لدينا بأهمية وجود أخلاقيات للمهنة عبر ميثاق شرف فإن ممارسي الصحافة سيتخبطون في دهاليزها.
وسيمتد هذا التخبط إلى المتلقي لتكتمل حلقة الضعف في تشكيل الرأي العام.