ناهد باشطح
فاصلة:
((الضمير يساوي ألف شاهد))
- حكمة عالمية -
مع تقديري للمعلم الذي بالفعل يدرك أهمية مهنته وانعكاساته كتربوي على جيل بأكمله، فإن بعض المعلمين لا يجدر بهم أن يكونوا موظفين في وزارة تُعنى بالتربية والتعليم.
أقول ذلك بعد نشر المقطع الذي يصوّر معلماً ينهال بالضرب على طالب لمجرد طرحه سؤالاً!!
ماذا يمكن لنا القول تربوياً في حادثة كشف الإعلام الجديد عن خلفياتها، فلا شيء يمكن قوله في مسألة محسومة حيث إن الضرب لا مبرر له على الإطلاق فضلاً عن وحشية الضرب التي صوّرها طلاب الفصل الصغار، وهو ما يبرهن وجود دافع لدى الطلاب لفضح المعلم إذ لم يجدوا في إدارة مدرستهم الدعم الكافي فيما يبدو لحل مشكلة مدرس متوحش.
ولأن الوزارة ليس لديها قانون لمنع العنف النفسي والبدني وعقوبات واضحة للمعلمين المعنّفِين ولأن ما فعلته الوزارة هو إصدار تعميم عام 1434هـ تعلن عن موافقتها لنظام الحماية من الإيذاء فقط، فإن بعض المعلمين ما زالوا يضربون الطلاب وربما المعلمات أيضاً.
وفي زمن الإعلام الجديد صار هناك خيوط أوضح للأحداث إذ إنه بعد نشر مقطع الفيديو الأول والذي قام به طلاب زملاء للطالب، سجل أحد الطلبة مقطعاً آخر وبثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُهاجم فيه الصحف التي اهتمت بتغطية حادثة الضرب بدلاً من اهتمامها بإبراز إنجازات المدرسة وطلابها!!
وهنا سؤال مهم: لماذا قام الطالب بمهاجمة وسائل الإعلام لتغطيتها الصحفية لحادثة مهمة؟
من وراء هذا السلوك؟
هل هو المعلم المتوحش؟ هل هي المدرسة؟
ثم بعد ذلك قامت المدرسة بتصوير مقطع فيديو لاعتذار المعلم للطالب، واعتذار الطالب للمعلم.
فإذا فهمنا مبرر الاعتذار الأول، فإننا لم نفهم مبرر اعتذار الطالب المجني عليه!!
كيف يحدث مثل هذا العنف من قِبل المعلم لطالب موهوب في مدرسة للموهوبين؟
والمفترض في مثل هكذا مدرسة أن يكون لدى المعلم مهارات إضافية لتشجيع هؤلاء الموهوبين ودعم وتطوير إمكاناتهم.
كل هذا يحدث لأن الإعلام الجديد استطاع أن يضع المواطن في قلب الحدث، واستطاع أن يكون صوته حتى وإن كانت بعض أدواته غير مهنية إلا أنها كاشفة للخلل الذي يلحق الضرر بالمواطن.
شكراً للطلبة الذين صوروا حادثة زميلهم الضحية أخالهم الآن مختبئين ومذعورين لأنهم لم يتوقعوا بعقولهم البريئة تداعيات نشرهم للحادثة، لقد قاموا بدور الصحفي دون أن يعلموا.