ناهد باشطح
فاصلة:
((الصحيفة من دون مثل أخلاقية عليا لا تتجرد فقط من إمكاناتها الرائعة للخدمة العامة، ولكنها تصبح خطراً فعلياً على المجتمع))
- جوزيف بوليتزر-
لطالما ترددت كلمة «مهنية» في أوساط الإعلاميين وحتى بين المثقفين الذين غالبا ما ينتقدون المواد الإعلامية المنشورة ويصفونها بعدم المهنية.
التساؤل المهم لماذا على الإعلام أن يتصف بالمهنية وعلى الإعلاميين أن يكونوا مهنيين؟
لدينا عدد كبير من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ولدينا صحافيون لديهم خبرات ثرية سواء درسوا الإعلام أم لم يدرسوه، فما الذي استجد حتى يطالب المجتمع الإعلاميين بالمهنية؟
في هذا الوقت من العالم المنفتح على وسائل الإعلام الجديد تعددت المضامين والأهداف وأصبح هناك إغراق معلوماتي وقف أمامه المواطن محتارا أمام الحقائق.
من هنا ينشأ الخوف من أن يتعامل الإعلام بسطحية مع قضايا المجتمع وملاحقة الأمور المثيرة حتى وإن لم يكن لها معنى.
في ذات الوقت استطاع الإعلام التحرر من سلطة الحكومات بما امتلكته من آليات الإعلام الجديد.
لذلك أصبح توافر المهنية الإعلامية مطلبا ملحا في المؤسسات الإعلامية ومنسوبيها.
يبدو كلامي نظريا لكني لا أستطيع استيعاب أنه لا يوجد لدينا ميثاق شرف إعلامي.
لقد ظهرت المواثيق المهنية عام 1923 حفاظا على تحري الصدق والموضوعية، ودعما لاستقلال المؤسسات الإعلامية وحريتها.
وما زالت بعض الدول ومنها نحن لا يوجد لديها ميثاق شرف لمهنة الإعلام.
ربما يعتقد البعض أن الميثاق مجرد شعارات تنظيرية أو يعتقد أن نظام المطبوعات والنشر الصادر في 1421هـ يمكن أن يحل محل الميثاق، فالأهمية في وجود الميثاق اختلافه عن رسمية القوانين ومصدرها واتسامه بسلطة إلزامية أقوى، ومن هنا سيلتزم به كل إعلامي حتى لا يخرج من المهنة.
ثم إن هذا الميثاق سيحفظ للمهنة هيبتها، وسيحفظ للإعلامي حقه من التقدير والاحترام من قبل المجتمع، فضلا عن أهميته في الحفاظ على المهنية الإعلامية، فمن يعلق الجرس؟