ناهد باشطح
فاصلة:
((ليكن هناك نور))
«سالزبورجر» مؤسس «الواشنطن بوست»
هناك تلازم بين الصورة الإعلامية والقوة أو الضعف السياسي لأي دولة، ولذلك من المهم أن نعتني بصورتنا في الخارج والتي يجب أن تكون على نفس القدر من القوة التي تتمتع بها المملكة من التأثير على المستوى الدولي.
إن اعتماد الإعلام الخارجي لأي دولة على الطوارئ أو ردود الأفعال لا يشبه آليات إعلام الأزمات، فالأخير يعني أن يكون الإعلام مكثفاً قدراته وإمكاناته لظرف معين في وقت معين، بينما لديه قاعدة أساسية وإستراتيجية مستمرة لتحقيق أهدافه، يمكن من خلالها وضع خطط للتعامل وإدارة الأزمات.
ومن هنا تأتي أهمية إيضاح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي خلال المؤتمر الصحفي المشترك - الذي عقده والأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني عقب اختتام الاجتماع الاستثنائي الثالث لوزراء إعلام دول مجلس التعاون الخليجي -، أن وزارة الثقافة والإعلام تتجه إلى تحويل القنوات الإخبارية إلى مؤسسة تقدم مادتها الإعلامية باللغات الإنجليزية والفارسية والأوردية والشروع في تحقيق هذا الهدف عبر البرامج التدريبية للشباب السعودي، إذ إن ذلك يُعتبر نقلة في آليات الإعلام الخارجي حيث الاهتمام بتدريب الكوادر الوطنية وتطوير الأدوات المستخدمة لتشكيل الصورة الذهنية الصحيحة للمملكة والتعريف بسياستها المعتدلة، بدلاً من الاستمرار في الدفاع عنها ضد حملات التشويه من الخارج.
الوزير أشار إلى جملة من الخطط التطويرية لوسائل الإعلام المحلية، التي بدأت قبل أسابيع بث أخبارها بست لغات، لتصل في نهاية العام إلى 10 لغات، ومن ثم إلى 20 لغة في العام القادم، وصولاً إلى مرحلة بالإمكان خلالها الترجمة الفورية للأخبار.
وزارة الإعلام هنا تنتقل من الدور الدفاعي إلى المبادرة وهذا نهج متطور في التعامل مع المواد الإعلامية الضخمة التي وفرها الإعلام الجديد، كما أن تطوير الإعلام المحلي يساعد في تشكيل صورتنا في الخارج، فالغرب يعتمد على إعلامنا كمصدر لحديثه عن قضايانا.
ولعل الوزارة لن تغفل عن أهمية احترام مهنة الإعلام من خلال إحياء هيئة الصحافيين السعوديين أو الاهتمام بالجوانب العلمية من خلال دعم مراكز البحوث وتنشيطها. وبالمقابل فإن على مؤسسات المجتمع المدني دعم وزارة الإعلام في خططها المتقدمة في إبراز الصورة الصحيحة للمملكة.
تحياتي للوزير الشاب الذي استطاع أن يبدأ أولى خطوات الطريق الصحيح باتجاه إعلام خارجي يستطيع أن يكون محاكياً لقوة المملكة وتأثيرها الحيوي في المنطقة.